السبت، 20 ديسمبر 2008



التشكيل الفلسطيني.. رحلة نضال بالألوان
تحددت هوية الفن الفلسطيني كسلاح جنبا إلى جنب مع الحجارة والمقاومة دون أن يتناسى الجانب الفني منذ بدايات الانتداب البريطاني، وبذا تحدد مفهوم الحداثة والمعاصرة بأنها ليست مفاهيم مطلقة ولا عالمية، بل هي مفاهيم مرهونة بظروف ثقافية محلية، تختلف من شعب لآخر.
وفى الإطار السابق عرف الفنان الفلسطيني خاماته وموضوعات تعبيره وأسلوبه بشكل عفوي وتلقائي وضعيف، وإن غلب عليه سمة التسجيلية والتوثيقية، إلا أنها كانت مناسبة مع الواقع والتجربة التي خرج منها.
وباستثناء المحاولات الخجولة لعرض بعض اللوحات في نادي الشبيبة المسيحية بالقدس في السنوات الثلاث الأخيرة قبل النكبة، وعرض لوحات أخرى في معارض مدرسية أو في نشاطات أندية ثقافية محدودة، فإن فلسطين لم تشهد قبل عام 1948 معرضًا حقيقيا للفن التشكيلي بالمعنى المعاصر للكلمة.
فالحركة الفنية التشكيلية العربية المعاصرة قد انبعثت في أوائل القرن العشرين في معظم الدول العربية، في حين انحصر في نفس الوقت مجال الفن في فلسطين على مجالات الفنون التطبيقية والزخرفية والخط العربي، أما مجال الفن التشكيلي المعاصر فلم تشهد فلسطين في تلك الحقبة سوى محاولات لم تتخط الهواية، ولم تصل إلى مستوى الاحتراف، إلى أن وقعت أحداث النكبة 1948.
الدرجات الرمادية
كان لا بد للبدايات الفنية التشكيلية الفلسطينية المعاصرة من أن تنطلق بعد عام 1948 بالأسلوب الواقعي؛ حيث إن معظم الفلسطينيين الذين درسوا الفن هم من الذين عاشوا أحداث فلسطين الأليمة، ومن الذين شحنتهم تلك الأحداث بقدر هائل من الصور المأساوية والذكريات الحزينة.
فلقد خرجوا من مخيمات التشرد الفلسطيني وفي أعماقهم شعور نضالي تلقائي جعلهم يتطلعون إلى دراسة الفن للتمكن من أدواته وتقنياته في سبيل تكريسه لخدمة قضية شعبهم ووطنهم وإنسانيتهم.
ففي بداية الخمسينيات غطت مسحة من الحزن العميق أعمال تلك الفترة؛ نتيجة للصور المأساوية والذكريات الحزينة المختزنة في نفس الفنان، والتي كانت لا تزال حية في وجدانه وعقله.
ويعد المعرض التشكيلي الفلسطيني الأول الذي أقامه الفنان إسماعيل شموط في غزة 29-7-1953 هو بداية الانطلاقة الحقيقية في تاريخ الفن التشكيلي الفلسطيني، والذي شارك فيه الفنان إسماعيل شموط بحوالي ستين لوحة من أشهر لوحاته، منها: "إلى أين..؟" و"جرعة ماء" و"بداية المأساة" وغيرها، كما شارك فيه شقيقه الأصغر جميل شموط بعدد من الرسوم واللوحات.
والفنان إسماعيل شموط هو أول فنان فلسطيني يتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1953، كما أنه أول من انتخب أمينا عاما لاتحاد الفنانين التشكيلين الفلسطينيين.
ثم تلا معرضه الأول بغزة معرض آخر مهم في تاريخ الحركة الفنية الفلسطينية، والذي أقيم بالقاهرة تحت رعاية الرئيس جمال عبد الناصر بعنوان "اللاجئ الفلسطيني"، وقد شارك الفنان إسماعيل شموط في هذا المعرض بحوالي خمس وخمسين لوحة، كما شاركت فيه الفنانة الفلسطينية تمام الأكحل، والتي أكملت دراستها الفنية في العهد العالي لمعلمات الفنون بالقاهرة؛ فكانت أول فلسطينية تدرس الفن بعد 1948، شاركت بخمس عشرة لوحة، كذلك شارك فيه فنان فلسطيني ثالث بعشر لوحات هو الفنان نهاد سباسي.
قام الرئيس جمال عبد الناصر بافتتاح هذا المعرض في 21-7-1954، وقد حقق نجاحا لافتا للنظر على الأصعدة الفنية والمعنوية والمادية أيضا، كما حظي بتغطية إعلامية كبيرة عبر وسائل الإعلام المصرية.
أما في أواخر الخمسينيات، حين بدأت الآمال تنتعش في النفوس الفلسطينية والعربية؛ فقد اكتسبت اللوحة الفلسطينية روحا حيوية جديدة، ودبت فيها حرارة ملموسة في الموضوع والشكل.
قوس قزح
في أوائل الستينيات، حين كانت بذور الثورة الفلسطينية تضرب جذورها في الأرض، أصبحت اللوحة الفلسطينية والإنتاج التشكيلي بوجه عام، أكثر إشراقا من حيث الموضوع وأقوى تصميما وأشد عزما، وصارت الألوان أكثر نضوجا، والخطوط أكثر تماسكا، والتكوين أقوى ترابطا.
كما تزايد الاهتمام بالشكل ليصبح قادرا على حمل المضمون الذي هو على أية حال مضمون له ثقل إنساني كبير، يحتاج إلى قدرة وطاقة تشكيلية عظيمة لحمله.
ثم جاءت مرحلة جديدة بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وانطلاق الثورة الفلسطينية، وانتشار الأجهزة والمؤسسات ومنها المعنية بالشئون الثقافية والفنية، وتوفرت بدءا من النصف الثاني في الستينيات السلطة القادرة على رعاية ودعم الفنان وتبني مشاريعه، حيث تمكن عدد من الفنانين الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في الضفة والقطاع، ومن الذين أنهوا دراستهم الفنية بعد الاحتلال، من توحيد جهودهم وتنظيم نشاطاتهم التي زادت واتسعت مع ازدياد عدد الخريجين في معاهد وكليات الفنون الجميلة في كل عام، ويعتبر كل من كامل المغني ونبيل عناني وسليمان منصور وعصام إبراهيم من أوائل الذين برزوا في هذا المضمار، ثم بدأت أسماء جديدة تدخل ميدان الفن التشكيلي لتنضم إلى من سبقها وشكلوا معًا جبهة واحدة تمثلت في الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين الذي ضم كافة الفنانين التشكيلين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة وفي بعض الأقطار العربية والمنتشرين أيضا في أنحاء الوطن العربي.
ثورة الألوان
وبعد احتلال مدينة القدس عام 1967 اقتحم جنود إسرائيليون مكتب جامعة الدول العربية في القدس لاعتقال مديره، وعندما وقع بصرهم على لوحتين كانتا معلقتين هناك فتحوا عليهما نيران أسلحتهم، وكانت إحدى اللوحتين لوحة "النكبة" والثانية "ربيع فلسطين"، وكانتا من إبداعات الفنان إسماعيل شموط.
واستمر هذا القمع لسنوات طويلة استدعي خلالها العديد من الفنانين الفلسطينيين لاستجوابهم حول لوحاتهم ونشاطهم، وصدرت ضد البعض منهم أحكام بالسجن أو بالإقامة الجبرية وبعدم مغادرة البلاد بسبب إنتاجهم ونشاطهم الفني الذي يساعد على اشتعال الانتفاضة.
ففي عام 1984 اعتقل الفنان فتحي غبن وحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر بسبب لوحاته المثيرة للشغب والتي استخدم فيها ألوان العلم الفلسطيني، وفي أغسطس 1989 اعتقل ثلاثة من الفنانين بسبب نشاطهم الفني، وهم عدنان الزبيدي وجواد إبراهيم وخالد حوراني.
وفي الثامن من كانون أول (ديسمبر)
وبالطبع لم تسمح أجواء الانتفاضة وتصدي القوات الإسرائيلية المحتلة لها بكافة أنواع القمع الرهيب بنشاطات فنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة والقطاع). فانتقلت الأنشطة الفنية إلى مناطق أخرى في فلسطين، واشتملت هذه النشاطات على إقامة المعارض وتنظيم محاضرات وندوات فكرية فنية.
ألوان صنعتها القضبان
مناديل قماشية بيضاء وبعض الأقلام الملونة، أمكن تهريبها إلى أولئك الذين ملكوا موهبة الرسم دون أن يملكوا الفرصة لدراسته؛ فدرسوه بأنفسهم داخل السجون والمعتقلات، وراحوا يعبرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم على شكل لوحات ملونة رسموها بالأقلام الملونة والأحبار وبقايا مواد محترقة وتفل الشاي على تلك المناديل البيضاء التي كانت تهرب بدورها مرة أخرى خارج السجون لتصل لبعض المؤسسات الفلسطينية، ومن ثم تشارك في المعارض التي ينظمها الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين.
إن مساحة كل لوحة من لوحات هؤلاء الفنانين لا تتعدى 30×30 سم، وهي مساحة المناديل القماشية، وقد اتسمت تلك الرسوم المفعمة بالمشاعر والانفعالات الوطنية والإنسانية بأسلوب خاص يصعب نسبته إلى أي من المدارس أو الأساليب الفنية، حيث كان التعبير في معظم الأحيان مباشر وبطريقة أقرب إلى رسم الملصق. ويعتبر محمد الركوعي وزهدي العدوي ومحمود عفانة ومحمد أبو كرش وعيسى عبيدو أشهر الأسماء التي انتشرت من بين هذه المجموعة والتي ما زال لها امتداد داخل سجون العدو ومعتقلاته.
وعلى صعيد آخر برز عدد من فناني الكاريكاتير والملصقات، حيث أحرز بعضهم مكانة مهمة وكان لرسومهم أثر كبير في العمل السياسي والاجتماعي بشكل عام.
ويعد الفنان الكبير ناجي العلي أبرز الرسامين على الساحة الفلسطينية دون منازع، حيث كانت رسومه تنشر في كثير من الصحف والمجلات العربية والعالمية، وقد صدرت عنه وعن رسومه ثلاثة كتب في لبنان والكويت، كما أقيمت لرسومه معارض كثيرة في العالم العربي والأجنبي قبل استشهاده وبعده، حيث قالت عنه جريدة النيويورك تايمز: "إذا أردت أن تعرف رأي العرب في أمريكا فانظر إلى رسوم ناجي العلي".
كان ولا يزال الموضوع الفلسطيني هو الهاجس الأول عند الفنانين الفلسطينيين وله المكانة الأولى في مضمون معظم الإنتاج التشكيلي الفلسطيني، فاستطاع الفنان الفلسطيني -بالرغم من قصر عمر حركته الفنية، وبالرغم من التشتت والظروف القاسية- أن يختصر الزمن ويكثف المعرفة والتجربة؛ وهو ما جعل حركته الفنية تتسم بنسبة عالية من النضوج الفني المرموق نسبيا، وتقف على قدم المساواة مع الحركات الفنية العربية الأخرى. ولذلك استفاد من كافة الأساليب الفنية دون أن يصبح أسيرا لها، بل تناولها بما يتفق مع أهدافه الفنية النضالية.
وفي 1987 بدأت مرحلة جديدة من حياة الفلسطينيين بانطلاق ثورة الحجارة "الانتفاضة" كثورة شعبية عارمة سلاحها الحجر والمقلاع، مصممة على الاستمرار حتى تحقيق أهدافها المحددة.

فلسطين: الضحية بريئة.. والمتهم يدعي الشرف!

عائلة تبكي ضحايا جرائم الشرف الضحية والقاتل
على هاتف ابنته المحمول شاهد صورة فوتوغرافية لشاب فاستشاط غضبا وثار جنونا. وقرر من أعمق أعماقه أن يغسل العار. فأقدم على قتلها دون سابق رحمة أو إنذار. ليكتشف بعدها أن صاحب الصورة لم يكن سوى فنان أجنبي!!.
قصة لم تحدث في أروقة السينما والأفلام ولا جاد بها الخيال بل جسدت واقعا مريرا تحياه المرأة في فلسطين حيث القتل باسم الشرف.
ورغم أن فلسطين كباقي الدول العربية تعاني من هذه الظاهرة فإن الأمر يختلف؛ فمعظم الشواهد الفعلية والروايات تؤكد أن كثيرا من الجرائم كانت فيها الضحية بريئة وأنها لم تمس أو تخدش ما قتلت باسمه "الشرف".
حالات وأرقام
"رفيدة قعود" -17 عاما- فتاة فلسطينية اغتصبها شقيقاها فانطوت على نفسها تكتم ألم ما أصابها، إلا أنه بعد أشهر نما في أحشائها ثمرة الاغتصاب؛ فما كان من الأم إلا أن أصرت على التخلص من عارها أمام رفض الأب القاطع وأمام رفض الفتاة الانتحار بمحض إرادتها، وفي النهاية أسدل الستار على قتلها باسم "الشرف".
وربما لن يكون آخر هذه الجرائم مقتل الفلسطينيتين "ردينة" و"أماني شقيرات" ونجاة أختهما الثالثة على يد شقيقهما ماهر (30 عاما) في مدينة القدس، حيث اتضح في النهاية أن الجريمة حدثت على خلفية الوشاية وبسبب القيل والقال وأنهن بريئات.. ولا صحة للاتهامات التي نالت منهن.
أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا مؤخرا عن أوضاع المرأة في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا ازدياد جرائم القتل على خلفية الشرف، وذكر التقرير أن العام 2003 شهد 33 جريمة شرف، في حين أشارت الإحصائيات إلى أنه من مايو 2004 حتى مارس 2005 تم قتل 20 امرأة إضافة إلى نحو 15 حالة شروع بالقتل على نفس الخلفية.
وبيّن مركز "المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي" الذي يعنى برصد وتوثيق مثل هذا النوع من الجرائم أن نسبة جرائم القتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة ارتفعت بنسبة 12% خلال الأعوام القليلة الماضية، وشدد التقرير على أن هذه الأرقام بسيطة بجانب ما لم يتم تسجيله بشكل رسمي.
"فتش عن السبب" عنوان بحثت في ثناياه الكثير من الدراسات الاجتماعية والحقوقية المحلية والدولية ترصد دوافع هذه الظاهرة!! بعض الدراسات عزت ما يحدث نتيجة ضعف الوعي الديني لدى الجزء الأكبر من الناس حول كيفية معالجة الشريعة الإسلامية لقضايا المجتمع فيما ربطته أخرى بأنه شكل من أشكال العنف الذي تتعرض له النساء والفتيات.
وفي نتيجة لأحد الأبحاث حول الظاهرة أشار إلى أن التفكك الأسري وانعدام الرقابة والمتابعة للأبناء يدفع لارتكاب بعض هذه الجرائم، إضافة إلى عدم تثقيف الأبناء الثقافة الجنسية المطلوبة والتي تجعلهم قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ.
الاحتلال هو السبب
ذهب الحقوقيون إلى أن النصوص القانونية التي تتعلق بعقوبة القتل على خلفية الشرف هي من أهم الأسباب التي تدفع للاستهانة بقتل المرأة.
ومن جانبها حملت منظمة العفو الدولية "الاحتلال الإسرائيلي" المسئولية وقالت المنظمة: إن ‏ تلك "المأساة" هي إحدى أبرز نتائج الضرر البالغ‏‏ الناتج عن كل سلوكيات الاحتلال الإسرائيلي المدمرة‏، لنسيج المجتمع الفلسطيني،‏ كما طالبت المنظمة بوجود أولوية لـ‏"تغيير العقلية التقليدية الفلسطينية‏" التي ترى أنها ترفض الإصلاحات عندما تأتي من الخارج.
‏وتشبه "العفو الدولية" ما يحدث‏ بالخلل الاجتماعي الذي يعصف بالمجتمع الفلسطيني عصفا، وطالبت الجميع بالتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
قوانين وضعية.. لا تصلح
وجهت أصابع الاتهام إلى قانون العقوبات الأردني لعام 1960 والذي ما زال معمولا به في فلسطين حتى اللحظة، وتترك مادة هذا القانون الباب مفتوحا أمام العذر المخفف والعذر المحلل وتعطي الحق للسلطة التقديرية عند تطبيق الحكم على القاتل في كل قضية بالسجن لمدة لا تتجاوز بكل الأحوال 3 سنوات.
يعلق الخبير القانوني الفلسطيني "فرج الغول" حول هذا القانون قائلا: "جميع النصوص القانونية لا تخلو من قصور وسلبيات فهي قوانين وضعية".
وأكد في حديثه لشبكة "إسلام أون لاين.نت" أنه تم طرح تعديل قانون العقوبات على المجلس التشريعي، إلا أنه استدرك موضحا: "ولكن هذا لن يحل الإشكالية؛ فليس المطلوب تغييرا مرحليا أو آنيا، القانون بحاجة إلى تغيير جذري".
وشدد مضيفا: "تغيير القانون بصورة ترضي الجميع وتكفل حق المرأة والرجل وتجعلهم سواسية أمام القضاء بحيث لا يُظلم أي طرف يحتاج إلى العمل بالقانون وفق ما يمليه ويحدده الشرع؛ فالقوانين الوضعية غيبت الشرع الحنيف في قضايا العقوبات والجرائم؛ وهو ما أوجد آثار الخلل والفوضى في حياة الناس".
وفيما يتعلق بتطبيق الحكم على القاتل بالسجن لمدة لا تتجاوز 3 سنوات قال: "لا يتم الحكم 3 سنوات إلا لمن ثبتت عليه الأدلة والبيانات أنه قام بالجريمة على خلفية شرف، بينما لو استدل القاضي على أن الجريمة كانت بهدف القتل فيطبق عليه قانون العقوبات العادي إما الإعدام أو الحكم مدى الحياة، أي أن الحكم لا يتم إلا من خلال الأدلة". غير أن الغول استدرك: "ولكن هذا لا يعطي مبررا لأن يتم العمل بهذه القانونية الوضعية، يجب الاحتكام إلى قانون يكفل لكل طرف حقه وهذا القانون موجود بين أيدينا وأمرنا الله عز وجل به؛ فلنحتكم إليه".
هنا العلاج
كيف عالج الإسلام هذا النوع من الجرائم؟ أجاب أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بغزة "الدكتور ماهر السوسي" قائلا: "الشرع بريء من كل من يقتل باسم الشرف؛ فالقاتل لا عذر له أمام الله".
وأكد "السوسي" أن القتل باسم الشرف محرم وغير جائز بالإسلام، موضحا أن أغلب الجرائم تحدث على خلفية عصبية لا دينية. وتابع: "رجل قتل ابنته لأن أحدا ما اغتصبها، ما ذنبها أن تقتل وهي ضحية اعتداء؟ لقد بيّن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أن الإكراه لا حكم عليه فقال: "رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
وأوضح "السوسي" أن الإسلام صان عرض الإنسان وشرع القوانين التي تحافظ عليه، موضحا أن الشرع حرم جرائم الشرف واعتبرها جرائم خطيرة تؤثر على المجتمع والأفراد وتخل بمنظومة القيم التي تعتبر من أهم الروابط للتكافل الاجتماعي.
وشدد على أن الإسلام شرع لكل جريمة ما يناسبها من مواصفات؛ فجريمة الزنا للمحصن تختلف عن غير المحصن وتختلف عن جريمة القذف، مؤكدا أن الإسلام ساوى في العقوبة بين المرأة والرجل وأنهما أمام الشرع سواسية.
ويستدرك موضحا: "هذه الجرائم وضع لها الإسلام شروطا صارمة حتى يطبق عليها الحد؛ فهناك مواصفات يجب أن تتوفر في الجاني وفي المجني عليه وفي الشهود".
وأشار إلى أنه لا يجوز لأي إنسان أن يأخذ القانون بيده، وقال: "ليس كل زان يعتبر زانيا أو كل سارق تُقطع يده، كل جريمة لها مواصفات وشروط وضعها الإسلام إذا انطبقت عليها تم معالجتها وتنفيذ الحكم فيها وفق ما يحدده الشرع لا وفق ما تحدده أهواء الناس وعصبيتهم وسلوكهم الاجتماعي؛ فهناك قواعد شرعية يتم على أساسها بناء الأحكام الشرعية".

الـزيـتـون.. رمز الصبر الفلسطيني


الزيتون معادل موضوعي للفلسطيني رغم أن الحديث عن الزيتون في فلسطين "مستنفذ؛ متصل ومكشوف تم تدويره عبر أجيال متلاحقة" كما يقول الشاعر الفلسطيني "غسان زقطان" كما سنوات مواسمه، إلا أنه يكتب له كل عام أن يكون أكثر حضورا؛ ووهجا وألما.فحالة الإمعان في ذبح الشجرة كما صاحبها تتضاعف في موسم جني ثمارها..
إنه تماما كالسر المتوالد من ذاته، والذي كلما انكشف جزء منه بدا لنا أنه يخفي أسرارا أعظم تسكن قريبة وبعيدة، مستترة وبائنة بوجل وخجل ثمار خضراء/ وسوداء من الإنسان الفلسطيني الذي يرتبط بالشجرة وثمارها كما ترتبط جذورها بأراضٍ ممتدة ارتوت بعرق ودم أصحابها أبا عن جد.
فأصبحت العلاقة بينهما علاقة متجاوزة، وتشكل بتفاعلاتها وما تستولد من إرهاصات وتداعيات حالة ثقافية وحياتية، تمنح الشجرة المقدسة أصحابها بحب وسخاء أقصى قدراتها على الأداء والعطاء، وأصحابها بدورهم يحولونها إلى أقصى شيء يمكن أن تصله، فتكون قابلة للأكل من ناحية، والتذكر والاستحضار والارتباط بالأرض من ناحية أخرى؛ بما يتلاءم مع مقتضيات الحياة وواقع الاقتلاع والنفي.
جذور
والشجرة في كل ذلك تجذرت في الحياة اليومية بعفوية، كما حب الناس المنتظرين لها، ودون أي تخطيط مسبق، إنما هي منحة وعطاء الطبيعة والرومان، واصلت قيامها بدورها إلى أقصاه، وهي تستمر في ذلك، فأصبحت مكونا محوريا من مكونات الهوية الذي لا يمكن أن تتشكل بدونه، ورمزًا من رموز حضورها وثباتها وترسخها، ومعادلا موضوعيا للفلسطيني الذي يقاوم النفي والقتل، وهي بذلك تعتبر الأكثر حضورا والأشد دهشة في واقع الفلسطيني.
والفهم السابق يساعد على تخفيف حدة حالة استغراب المشاهدين عبر شاشات الفضائيات عندما يشاهدون الفلسطيني الذي يحتضن جذع شجرة قائلا لمن يريد اقتلاعها أو بترها: "اقتلوني قبل أن تقتلعوها"، أو عندما يقبلون على بساتينهم في صباحات حالمة برغم أن خطر الموت يتهددهم لقربها من المستوطنات الإسرائيلية، ومع ذلك يصرون على الذهاب وجني الثمار.
إن الفلسطيني هنا يمارس ثقافته في الحفاظ على شيء يتجاوز الشجرة ككتلة مادية، وصولا إلى تاريخ وتراث وتفاصيل حياة وأسرار وذكريات آباء وأحلام أجداد لم يكتب لها النور، وهو الأمر الذي يبتغيه "الإسرائيلي/ المحتل" على الجاهز مستكملا دائرة النفي، حيث يعمد مثلا إلى شراء كثير من الأشجار بعد أن يتم اقتلاعها من أراضي بعض الفلسطينيين الذين تضطرهم حاجة السكن أمام كثرة أوامر الممنوعات والمصادرات إلى اقتلاع بعض من شجراتهم كي يضمنون بناء يسكنون فيه.
يشتري الإسرائيلي الأشجار بمبالغ خرافية عبر وسطاء عرب، ويقوم بزرعها أمام متاحفه ومؤسساته الثقافية وفنادقه وساحاته العامة، معتقدا أنه في ذلك يمكن أن يزرع / أو يحقق حالة سطو أكبر على التاريخ والتراث الذي لم يمتلكه لحظة واحدة.
ذلك الإلغاء الذي تجاوز فكرة الاقتلاع والتدمير، ووصل إلى حدود التماهي مع الفلسطيني، وتحديدا في حبه لهذه الشجرة، في تناقض الاحتلال مع ذاته، وهو بالذات ما دفع إسرائيل على سبيل المثال إلى اختيار شجرة الزيتون إلى جانب زهرة "قرن الغزال" الفلسطينية لتمثيلها في حديقة الورود التي افتتحت في الصين بمناسبة استضافتها للألعاب الأولمبية مؤخرا، برغم أنه وبأفواه "جرافاته" أمعن، وما زال، في اقتلاع ملايين الأشجار منذ ستين عاما ويزيد.
قبل ذلك طال السطو الثوب الذي يحمل أغصان الزيتون وحباته على شكل تطريزات خلابة؛ فصار الزي الرسمي لمضيفات الطيران الإسرائيلي، تماما كما التطريزات الأخرى على الأثواب، والأواني الفخارية والنحاسية والأغاني التراثية، وصولا إلى الأكلات من مفتول ومقلوبة ومسخّن وفلافل وحمص، وكلها مكونات حياة أساسية لشجرة الزيتون يد طولى في وجودها وتحققها.
علاقة جاهزة
وما يحاول الإسرائيلي فعله هو تصنيع علاقة جاهزة، علاقة تعتمد على القوة والسطو والسرقة من ناحية والقتل والتدمير من ناحية أخرى، علاقة تتجاوز شكل وأوراق وحبات الشجرة وصولا إلى ما تعني وإلى ما تشير إليه من دلالات، فهي لا تعنيه بذاتها كونه يعجز عن منحها ما يفتقده ويعيش الفلسطيني عليه.
وبذا لن نعجب من استهداف شجرة كهذه منذ أزل بعيد من احتلال اقترن فعل "عقابه" للفلسطيني باقتلاع أشجاره وتدمير محصوله أو منعه من قطفه أو التواصل مع أرضه.
كل تلك الأمور وأخرى ترتبط بالكتاب الكريم تجعل من موسم الزيتون موسما متجاوزا لمواسم أخرى يفترض بها أن تماثله (كمواسم حصاد القمح، وقطف العنب، والبرتقال... إلخ)، ليكون من أكثر المواسم قدرة على التخاطر بين المكان وأصحابه.
موسم الزيتون يدهش منتظريه في قدراته على منح الحياة الحقيقية في بلد تقطعه الحواجز وتلتهم أراضيه، مثلما يندهش الفلسطيني لذلك الشعور الذي يجعله يقبل على الحياة بحب وشوق وتحدٍّ؛ وهو ما يجعل علاقة الفلسطيني بشجرة الزيتون تتعدى الجانب الاقتصادي البحت، تماما كما تتجاوز الجانب الديني، مع أنها تأخذ منه الكثير ليضيف إليها، إنها علاقة لا نظير لها مع أشجار أخرى مهما كان خيرها وظلها.
وبمقدار واقعية هذه العلاقة نجدها تتغذى من أسرار وخرافات وأساطير وحكايا وقصص وأغانٍ وقصص وشعر وأحلام.. يغذيه جانب واقعي حقيقي ومعاش له علاقة بالهوية والجذور والرغبة بالبقاء والارتباط بالنضال والمقاومة، إنها علاقة تأخذ من الشجرة وعراقتها وتُمنح الكثير من عراقة ذات الشعب.
فالشجرة التي تقدم للاقتصاد الفلسطيني ما نسبته 20% بالمقاييس المادية نجدها تعبر عن حيوات وتفاعلات وشوق ووجد وأحلام، فالذهاب لـ"جد الزيتون" بالتعبير العامي أي قطافه يكتنفه الكثير، سواء في استيقاظ أصحاب الحقول في السادسة صباحا، منطلقين صوب حقولهم في زيارات يومية، أو في بداية ملامسة الأيدي للثمرات، أو في شرب كئوس الشاي المصنوع من نار حطب ذات الشجرة في فترات الراحة، أو رحلة العودة بالمحصول والغلال الوثيرة وصولا إلى بوابات "المعاصر" (أماكن استخراج الزيت) منتظرين الزيت الذي يحمل مرارا لذيذا، ومن ثم صفقات البيع وامتلاء الجيوب بالأموال.
ومن المؤكد هنا أن الإسرائيلي سيبقى عاجزًا على منح الحياة لشجرة الزيتون بمفهومها الشاسع، وبالنسبة للفلسطيني فإنه يمنحها كل المعاني المرادفة لذلك؛ فهي مربوطة بكل تفاصيل الحياة اليومية، بالغناء الشعبي، والأكلات، والأمثال الشعبية، والكثير من الطقوس الاحتفالية الكرنفالية... إلخ.
وبذا ستبقى كل محاولات الإسرائيلي عاجزة عن إقامة علاقة انتماء مع زيتون الأرض، وتراثها وتاريخها من خلال التماهي مع كل التفاصيل اليومية لأهل تلك الأرض، فشتان ما بين علاقة التماهي وبين العلاقة التي تتغذى على قدسية راسخة في الكتاب والوعي والثقافة، وتفاصيل الموسم المر، حيث يمتلئ بالدم والدموع تارة، والفرح والبهجة والحياة تارة ثانية، ما هي إلا دليل على ذلك.
فالزيتون يستمر في تأدية مهمته بصبر وثقة، فيما الفلسطيني يحاول محاكاة ذلك دوما.

الترامال والخبيزة.. مسكنات لأوجاع غـزة


نبتـةٌ صغيـرة برية تبسـط أوراقهـا الخضـراء عـلى مسـاحاتٍ واسـعة من الأرض.. لا تحتـاج إلى زراعـة ولا تبـاع في الأسـواق... هي نبته "الخبيـزة" التي تخرج للنـور في مثـل هذه الأوقـات من كل عـام.
وتنهض الخبيـزة من سباتها على وقـع قطـرات المطـر ليتلقفهـا أهالي غـزة المحاصرة بكل شغف واشتياق، خاصة في هذه الأيام التي أغلقت فيها المعـابر وارتفـعت أثمـان الخضـروات واللحـوم وغابت مظاهر الحياة الطبيعية، حيث وجـد سكان القطاع في "الخبيزة" مـلاذا وبلسمـا يقيـهم الجـوع.
أمام ثـلاجـة فارغـة من الطعـام فـتح "أبو رأفت بدوي" باب منزلـه الذي نمت على جوانبه "الخبيزة" وبدأ في قطفهـا.. بعد بـرهة من الزمن كـانت الوجبـة الساخنة جاهزة لتصافح الأمعاء الخـاوية. يقول أبو رأفت لـ"إسلام أون لاين.نت": "إنها لذيذة.. تشبه أوراق الملوخيـة.. وتحتـوي على نسبة عالية من الفيتامينات وسهـلة التحضير.. أشعلت زوجتي الحطب وقامت بطهيها سريعا".
ومنذ يونيو 2007 تعـاني غـزة من حصـارٍ خـانق ازدادت حـدته في الأسابيع القليلة الماضيـة بشكلٍ غيـر تفاصيل وأنماط حيـاة السكـان الذين لجئوا للأساليب البدائية للتغلب على قسـوة ما يكابدون.
أوراقها "كنز"
الحـاجة أم سعـدي في العقـد السادس من عمـرها تستيقظ مبكـرا للذهاب إلى الأراضي المجـاورة لبيتها لتلتقط أكـوام الخبيـزة.. تحمل أوراقها ككنـز وتذهب بها إلى أولادها وأحفـادها.
أما "أبو خالد عبيد" فقال وهو يقطف أوراق النبتة الخضراء الداكنة: "الحمـد لله أننا لا نشتريها ولا يمكن فرض الحصار عليها!!.. نجدها في كل الطرقات أمامنا..".
وأضاف: "لدي سبـعة أطفـال.. قلت لزوجتي أن تطهـوها كـ: "طبيخ" وفي مـرةٍ ثانية تضيف إليها كسـرات الخبـز، وتارة تعدها بالأرز.. كي لا نمل طعمها"، ويستدرك بحنق: "الخضروات ارتفعت أسعارها بشكلٍ مخيف.. والفواكـه نسينا شكـلها".
ولأنها لا تملك ما يسمـح لها بطبخ وجبات أخرى فقد استعانت أم رامي بـ"الخبيزة" لإسكات صيحات صغارها وبشيء من الأسف تقـول: "يوما بعـد يوم تزداد الأمـور سوءا.. قد نجـد الآن ما نأكـله ولكـن لا ندري ما يحمله الغـد؟!".
حشائش برية
وبصوتٍ طريف تروي أم "سعيد" لـ"إسلام أون لاين.نت" حكايتها مع "الخبيـزة": "أنا أنتظـر هذا الوقت من كـل عام بفارغ الصبر؛ لكي أقطفها فهي أكلة شعبية لذيذة.. قبـل أيام كنت أنا وجـارتي في رحلة لتجميعها فاستوقفتنا عدسات الصحفيين الأجانب، وفهمنـا من بعض كلماتهم أنهم مصدومين برؤيتنا".
تبتسم ثم تستدرك: "الخبيـزة من الحشائش البريـة المشهـورة في غـزة وهذه السنة الكل انقض عليها؛ لأنه لا يـوجد بديل.. وهناك حشائش أخـرى يتم طهيها مثل الرجلة.. والحماصيص ونبتة الهليون".
جـارتها قطعت حديثها لتمضي قائلـة: "إن بقينـا على هذا الـوضع فلا غـرابة أن نأكل الحشائش والأعشـاب!".
وكانت وكالة إغاثة اللاجئين (الأونروا) وفي ظـل إغلاق معابر القطاع التجـارية قـد قالت مؤخرا إنه ولأول مـرة منذ ستين عاما لم يعـد في مخازنـها أي طعام، وأشارت إلى أنها كانت تستقبل يوميا ما بين 70_80 شـاحنة أما الآن فلا يدخل غزة من شاحناتها سوى 15 في حـال تم فتح المعـابر.
حبـوب للنسيان
وإذا كانت العائلات الفقيـرة قد وجـدت في "الخبيزة" والحشائش البرية مسكنا لها فإن العديد من أهالي القطـاع ذهبـوا للبحث عن مسكنٍ آخـر ينسيـهم هـذه المـرة حكاية المعبـر المغلق وأسطوانة الغـاز الفـارغـة والكهرباء المقطوعة.. مسكــن اسمـه "الترامال".
و"الترامال" عبارة عن حبوب بها نسبة مخدرات توصف للمرضى في الحالات التي لا يستطيع صاحبها تحمل الألم فيها، وتركيبتها مقاربة لتركيبة المخدرات؛ لأنها تجعل من يتناولها في حالة من الهدوء، وتزيل عنه أي آثار للآلام أو الإرهاق النفسي أو العصبي "التوتر"، وتستمر هذه الحالة لساعات مع من يتعاطاها.
وساهم تهريب "الترامال" بكميات هائلة عبر الأنفاق بين مصر والقطاع إلى انتشارها بين مختلف الفئات العمرية بشكل كبير.
أحـد المتعاطين لهذه الحبوب قال لـ"إسلام أون لاين.نت": "إنني أتناولها لأهرب من هذا الواقع.. ولأنسى ولو لساعاتٍ هموم ما أعانيـه.. عاطل عن العمـل والكل في المنزل يصـرخ: هات.. نريد.." مشيرا إلى أن أحد أصدقائه يمده أسبوعيا بالحبوب.
وبرغم حظر بيع "الترامال" من قبل حكـومة غـزة في الصيدليات إلا وفق وصفة طبية، إلا أن تلك الحبوب ما زالت تباع في الأسواق السوداء، ومعظمها مهربة.
الشـاب "غالب" قال: "وجدت في هذه الحبوب مسكنا.. ولو لبعض الوقت.. مللنا من السياسة والأخبار والحصـار.. نريد أن ننسى".
صاحب إحدى الصيدليات أكد لـ"إسلام أون لاين.نت" أن أكثر مبيعاته من أصناف الدواء هو "الترامال" نظرا للإقبال الشديد عليه خاصة من قبل الشباب والمتزوجين معللا ذلك بالحالة السيئة التي يعيشها الشباب والأزواج؛ نظرا لتفاقـم المشاكل حـولهم، وازدياد معدلات الفقر والبطالة، ولفت في حديثـه إلى أن الحبـوب المسكنة للألم يتم طلبـها كما لو كانت حـلوى".
أسباب الإقبال على تعاطي" الترامال" أرجـعه خبراء فلسطينيون إلى الضغط النفسي والاجتماعي الكبيـر جراء الحصار الخانق، وما خلفه من ضغـط وكبت، غير أن أوساطا طبية إسلامية عبرت عن مخاوفها من إدمان جيل الشباب على المسكنات ودعت للاستمساك بالدين في مواجهة ضغوط الحياة الشديدة.