السبت، 20 ديسمبر 2008



التشكيل الفلسطيني.. رحلة نضال بالألوان
تحددت هوية الفن الفلسطيني كسلاح جنبا إلى جنب مع الحجارة والمقاومة دون أن يتناسى الجانب الفني منذ بدايات الانتداب البريطاني، وبذا تحدد مفهوم الحداثة والمعاصرة بأنها ليست مفاهيم مطلقة ولا عالمية، بل هي مفاهيم مرهونة بظروف ثقافية محلية، تختلف من شعب لآخر.
وفى الإطار السابق عرف الفنان الفلسطيني خاماته وموضوعات تعبيره وأسلوبه بشكل عفوي وتلقائي وضعيف، وإن غلب عليه سمة التسجيلية والتوثيقية، إلا أنها كانت مناسبة مع الواقع والتجربة التي خرج منها.
وباستثناء المحاولات الخجولة لعرض بعض اللوحات في نادي الشبيبة المسيحية بالقدس في السنوات الثلاث الأخيرة قبل النكبة، وعرض لوحات أخرى في معارض مدرسية أو في نشاطات أندية ثقافية محدودة، فإن فلسطين لم تشهد قبل عام 1948 معرضًا حقيقيا للفن التشكيلي بالمعنى المعاصر للكلمة.
فالحركة الفنية التشكيلية العربية المعاصرة قد انبعثت في أوائل القرن العشرين في معظم الدول العربية، في حين انحصر في نفس الوقت مجال الفن في فلسطين على مجالات الفنون التطبيقية والزخرفية والخط العربي، أما مجال الفن التشكيلي المعاصر فلم تشهد فلسطين في تلك الحقبة سوى محاولات لم تتخط الهواية، ولم تصل إلى مستوى الاحتراف، إلى أن وقعت أحداث النكبة 1948.
الدرجات الرمادية
كان لا بد للبدايات الفنية التشكيلية الفلسطينية المعاصرة من أن تنطلق بعد عام 1948 بالأسلوب الواقعي؛ حيث إن معظم الفلسطينيين الذين درسوا الفن هم من الذين عاشوا أحداث فلسطين الأليمة، ومن الذين شحنتهم تلك الأحداث بقدر هائل من الصور المأساوية والذكريات الحزينة.
فلقد خرجوا من مخيمات التشرد الفلسطيني وفي أعماقهم شعور نضالي تلقائي جعلهم يتطلعون إلى دراسة الفن للتمكن من أدواته وتقنياته في سبيل تكريسه لخدمة قضية شعبهم ووطنهم وإنسانيتهم.
ففي بداية الخمسينيات غطت مسحة من الحزن العميق أعمال تلك الفترة؛ نتيجة للصور المأساوية والذكريات الحزينة المختزنة في نفس الفنان، والتي كانت لا تزال حية في وجدانه وعقله.
ويعد المعرض التشكيلي الفلسطيني الأول الذي أقامه الفنان إسماعيل شموط في غزة 29-7-1953 هو بداية الانطلاقة الحقيقية في تاريخ الفن التشكيلي الفلسطيني، والذي شارك فيه الفنان إسماعيل شموط بحوالي ستين لوحة من أشهر لوحاته، منها: "إلى أين..؟" و"جرعة ماء" و"بداية المأساة" وغيرها، كما شارك فيه شقيقه الأصغر جميل شموط بعدد من الرسوم واللوحات.
والفنان إسماعيل شموط هو أول فنان فلسطيني يتخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1953، كما أنه أول من انتخب أمينا عاما لاتحاد الفنانين التشكيلين الفلسطينيين.
ثم تلا معرضه الأول بغزة معرض آخر مهم في تاريخ الحركة الفنية الفلسطينية، والذي أقيم بالقاهرة تحت رعاية الرئيس جمال عبد الناصر بعنوان "اللاجئ الفلسطيني"، وقد شارك الفنان إسماعيل شموط في هذا المعرض بحوالي خمس وخمسين لوحة، كما شاركت فيه الفنانة الفلسطينية تمام الأكحل، والتي أكملت دراستها الفنية في العهد العالي لمعلمات الفنون بالقاهرة؛ فكانت أول فلسطينية تدرس الفن بعد 1948، شاركت بخمس عشرة لوحة، كذلك شارك فيه فنان فلسطيني ثالث بعشر لوحات هو الفنان نهاد سباسي.
قام الرئيس جمال عبد الناصر بافتتاح هذا المعرض في 21-7-1954، وقد حقق نجاحا لافتا للنظر على الأصعدة الفنية والمعنوية والمادية أيضا، كما حظي بتغطية إعلامية كبيرة عبر وسائل الإعلام المصرية.
أما في أواخر الخمسينيات، حين بدأت الآمال تنتعش في النفوس الفلسطينية والعربية؛ فقد اكتسبت اللوحة الفلسطينية روحا حيوية جديدة، ودبت فيها حرارة ملموسة في الموضوع والشكل.
قوس قزح
في أوائل الستينيات، حين كانت بذور الثورة الفلسطينية تضرب جذورها في الأرض، أصبحت اللوحة الفلسطينية والإنتاج التشكيلي بوجه عام، أكثر إشراقا من حيث الموضوع وأقوى تصميما وأشد عزما، وصارت الألوان أكثر نضوجا، والخطوط أكثر تماسكا، والتكوين أقوى ترابطا.
كما تزايد الاهتمام بالشكل ليصبح قادرا على حمل المضمون الذي هو على أية حال مضمون له ثقل إنساني كبير، يحتاج إلى قدرة وطاقة تشكيلية عظيمة لحمله.
ثم جاءت مرحلة جديدة بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وانطلاق الثورة الفلسطينية، وانتشار الأجهزة والمؤسسات ومنها المعنية بالشئون الثقافية والفنية، وتوفرت بدءا من النصف الثاني في الستينيات السلطة القادرة على رعاية ودعم الفنان وتبني مشاريعه، حيث تمكن عدد من الفنانين الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في الضفة والقطاع، ومن الذين أنهوا دراستهم الفنية بعد الاحتلال، من توحيد جهودهم وتنظيم نشاطاتهم التي زادت واتسعت مع ازدياد عدد الخريجين في معاهد وكليات الفنون الجميلة في كل عام، ويعتبر كل من كامل المغني ونبيل عناني وسليمان منصور وعصام إبراهيم من أوائل الذين برزوا في هذا المضمار، ثم بدأت أسماء جديدة تدخل ميدان الفن التشكيلي لتنضم إلى من سبقها وشكلوا معًا جبهة واحدة تمثلت في الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين الذي ضم كافة الفنانين التشكيلين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة وفي بعض الأقطار العربية والمنتشرين أيضا في أنحاء الوطن العربي.
ثورة الألوان
وبعد احتلال مدينة القدس عام 1967 اقتحم جنود إسرائيليون مكتب جامعة الدول العربية في القدس لاعتقال مديره، وعندما وقع بصرهم على لوحتين كانتا معلقتين هناك فتحوا عليهما نيران أسلحتهم، وكانت إحدى اللوحتين لوحة "النكبة" والثانية "ربيع فلسطين"، وكانتا من إبداعات الفنان إسماعيل شموط.
واستمر هذا القمع لسنوات طويلة استدعي خلالها العديد من الفنانين الفلسطينيين لاستجوابهم حول لوحاتهم ونشاطهم، وصدرت ضد البعض منهم أحكام بالسجن أو بالإقامة الجبرية وبعدم مغادرة البلاد بسبب إنتاجهم ونشاطهم الفني الذي يساعد على اشتعال الانتفاضة.
ففي عام 1984 اعتقل الفنان فتحي غبن وحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر بسبب لوحاته المثيرة للشغب والتي استخدم فيها ألوان العلم الفلسطيني، وفي أغسطس 1989 اعتقل ثلاثة من الفنانين بسبب نشاطهم الفني، وهم عدنان الزبيدي وجواد إبراهيم وخالد حوراني.
وفي الثامن من كانون أول (ديسمبر)
وبالطبع لم تسمح أجواء الانتفاضة وتصدي القوات الإسرائيلية المحتلة لها بكافة أنواع القمع الرهيب بنشاطات فنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة والقطاع). فانتقلت الأنشطة الفنية إلى مناطق أخرى في فلسطين، واشتملت هذه النشاطات على إقامة المعارض وتنظيم محاضرات وندوات فكرية فنية.
ألوان صنعتها القضبان
مناديل قماشية بيضاء وبعض الأقلام الملونة، أمكن تهريبها إلى أولئك الذين ملكوا موهبة الرسم دون أن يملكوا الفرصة لدراسته؛ فدرسوه بأنفسهم داخل السجون والمعتقلات، وراحوا يعبرون عن مشاعرهم وأحاسيسهم على شكل لوحات ملونة رسموها بالأقلام الملونة والأحبار وبقايا مواد محترقة وتفل الشاي على تلك المناديل البيضاء التي كانت تهرب بدورها مرة أخرى خارج السجون لتصل لبعض المؤسسات الفلسطينية، ومن ثم تشارك في المعارض التي ينظمها الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين.
إن مساحة كل لوحة من لوحات هؤلاء الفنانين لا تتعدى 30×30 سم، وهي مساحة المناديل القماشية، وقد اتسمت تلك الرسوم المفعمة بالمشاعر والانفعالات الوطنية والإنسانية بأسلوب خاص يصعب نسبته إلى أي من المدارس أو الأساليب الفنية، حيث كان التعبير في معظم الأحيان مباشر وبطريقة أقرب إلى رسم الملصق. ويعتبر محمد الركوعي وزهدي العدوي ومحمود عفانة ومحمد أبو كرش وعيسى عبيدو أشهر الأسماء التي انتشرت من بين هذه المجموعة والتي ما زال لها امتداد داخل سجون العدو ومعتقلاته.
وعلى صعيد آخر برز عدد من فناني الكاريكاتير والملصقات، حيث أحرز بعضهم مكانة مهمة وكان لرسومهم أثر كبير في العمل السياسي والاجتماعي بشكل عام.
ويعد الفنان الكبير ناجي العلي أبرز الرسامين على الساحة الفلسطينية دون منازع، حيث كانت رسومه تنشر في كثير من الصحف والمجلات العربية والعالمية، وقد صدرت عنه وعن رسومه ثلاثة كتب في لبنان والكويت، كما أقيمت لرسومه معارض كثيرة في العالم العربي والأجنبي قبل استشهاده وبعده، حيث قالت عنه جريدة النيويورك تايمز: "إذا أردت أن تعرف رأي العرب في أمريكا فانظر إلى رسوم ناجي العلي".
كان ولا يزال الموضوع الفلسطيني هو الهاجس الأول عند الفنانين الفلسطينيين وله المكانة الأولى في مضمون معظم الإنتاج التشكيلي الفلسطيني، فاستطاع الفنان الفلسطيني -بالرغم من قصر عمر حركته الفنية، وبالرغم من التشتت والظروف القاسية- أن يختصر الزمن ويكثف المعرفة والتجربة؛ وهو ما جعل حركته الفنية تتسم بنسبة عالية من النضوج الفني المرموق نسبيا، وتقف على قدم المساواة مع الحركات الفنية العربية الأخرى. ولذلك استفاد من كافة الأساليب الفنية دون أن يصبح أسيرا لها، بل تناولها بما يتفق مع أهدافه الفنية النضالية.
وفي 1987 بدأت مرحلة جديدة من حياة الفلسطينيين بانطلاق ثورة الحجارة "الانتفاضة" كثورة شعبية عارمة سلاحها الحجر والمقلاع، مصممة على الاستمرار حتى تحقيق أهدافها المحددة.

فلسطين: الضحية بريئة.. والمتهم يدعي الشرف!

عائلة تبكي ضحايا جرائم الشرف الضحية والقاتل
على هاتف ابنته المحمول شاهد صورة فوتوغرافية لشاب فاستشاط غضبا وثار جنونا. وقرر من أعمق أعماقه أن يغسل العار. فأقدم على قتلها دون سابق رحمة أو إنذار. ليكتشف بعدها أن صاحب الصورة لم يكن سوى فنان أجنبي!!.
قصة لم تحدث في أروقة السينما والأفلام ولا جاد بها الخيال بل جسدت واقعا مريرا تحياه المرأة في فلسطين حيث القتل باسم الشرف.
ورغم أن فلسطين كباقي الدول العربية تعاني من هذه الظاهرة فإن الأمر يختلف؛ فمعظم الشواهد الفعلية والروايات تؤكد أن كثيرا من الجرائم كانت فيها الضحية بريئة وأنها لم تمس أو تخدش ما قتلت باسمه "الشرف".
حالات وأرقام
"رفيدة قعود" -17 عاما- فتاة فلسطينية اغتصبها شقيقاها فانطوت على نفسها تكتم ألم ما أصابها، إلا أنه بعد أشهر نما في أحشائها ثمرة الاغتصاب؛ فما كان من الأم إلا أن أصرت على التخلص من عارها أمام رفض الأب القاطع وأمام رفض الفتاة الانتحار بمحض إرادتها، وفي النهاية أسدل الستار على قتلها باسم "الشرف".
وربما لن يكون آخر هذه الجرائم مقتل الفلسطينيتين "ردينة" و"أماني شقيرات" ونجاة أختهما الثالثة على يد شقيقهما ماهر (30 عاما) في مدينة القدس، حيث اتضح في النهاية أن الجريمة حدثت على خلفية الوشاية وبسبب القيل والقال وأنهن بريئات.. ولا صحة للاتهامات التي نالت منهن.
أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا مؤخرا عن أوضاع المرأة في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا ازدياد جرائم القتل على خلفية الشرف، وذكر التقرير أن العام 2003 شهد 33 جريمة شرف، في حين أشارت الإحصائيات إلى أنه من مايو 2004 حتى مارس 2005 تم قتل 20 امرأة إضافة إلى نحو 15 حالة شروع بالقتل على نفس الخلفية.
وبيّن مركز "المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي" الذي يعنى برصد وتوثيق مثل هذا النوع من الجرائم أن نسبة جرائم القتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة ارتفعت بنسبة 12% خلال الأعوام القليلة الماضية، وشدد التقرير على أن هذه الأرقام بسيطة بجانب ما لم يتم تسجيله بشكل رسمي.
"فتش عن السبب" عنوان بحثت في ثناياه الكثير من الدراسات الاجتماعية والحقوقية المحلية والدولية ترصد دوافع هذه الظاهرة!! بعض الدراسات عزت ما يحدث نتيجة ضعف الوعي الديني لدى الجزء الأكبر من الناس حول كيفية معالجة الشريعة الإسلامية لقضايا المجتمع فيما ربطته أخرى بأنه شكل من أشكال العنف الذي تتعرض له النساء والفتيات.
وفي نتيجة لأحد الأبحاث حول الظاهرة أشار إلى أن التفكك الأسري وانعدام الرقابة والمتابعة للأبناء يدفع لارتكاب بعض هذه الجرائم، إضافة إلى عدم تثقيف الأبناء الثقافة الجنسية المطلوبة والتي تجعلهم قادرين على التمييز بين الصواب والخطأ.
الاحتلال هو السبب
ذهب الحقوقيون إلى أن النصوص القانونية التي تتعلق بعقوبة القتل على خلفية الشرف هي من أهم الأسباب التي تدفع للاستهانة بقتل المرأة.
ومن جانبها حملت منظمة العفو الدولية "الاحتلال الإسرائيلي" المسئولية وقالت المنظمة: إن ‏ تلك "المأساة" هي إحدى أبرز نتائج الضرر البالغ‏‏ الناتج عن كل سلوكيات الاحتلال الإسرائيلي المدمرة‏، لنسيج المجتمع الفلسطيني،‏ كما طالبت المنظمة بوجود أولوية لـ‏"تغيير العقلية التقليدية الفلسطينية‏" التي ترى أنها ترفض الإصلاحات عندما تأتي من الخارج.
‏وتشبه "العفو الدولية" ما يحدث‏ بالخلل الاجتماعي الذي يعصف بالمجتمع الفلسطيني عصفا، وطالبت الجميع بالتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
قوانين وضعية.. لا تصلح
وجهت أصابع الاتهام إلى قانون العقوبات الأردني لعام 1960 والذي ما زال معمولا به في فلسطين حتى اللحظة، وتترك مادة هذا القانون الباب مفتوحا أمام العذر المخفف والعذر المحلل وتعطي الحق للسلطة التقديرية عند تطبيق الحكم على القاتل في كل قضية بالسجن لمدة لا تتجاوز بكل الأحوال 3 سنوات.
يعلق الخبير القانوني الفلسطيني "فرج الغول" حول هذا القانون قائلا: "جميع النصوص القانونية لا تخلو من قصور وسلبيات فهي قوانين وضعية".
وأكد في حديثه لشبكة "إسلام أون لاين.نت" أنه تم طرح تعديل قانون العقوبات على المجلس التشريعي، إلا أنه استدرك موضحا: "ولكن هذا لن يحل الإشكالية؛ فليس المطلوب تغييرا مرحليا أو آنيا، القانون بحاجة إلى تغيير جذري".
وشدد مضيفا: "تغيير القانون بصورة ترضي الجميع وتكفل حق المرأة والرجل وتجعلهم سواسية أمام القضاء بحيث لا يُظلم أي طرف يحتاج إلى العمل بالقانون وفق ما يمليه ويحدده الشرع؛ فالقوانين الوضعية غيبت الشرع الحنيف في قضايا العقوبات والجرائم؛ وهو ما أوجد آثار الخلل والفوضى في حياة الناس".
وفيما يتعلق بتطبيق الحكم على القاتل بالسجن لمدة لا تتجاوز 3 سنوات قال: "لا يتم الحكم 3 سنوات إلا لمن ثبتت عليه الأدلة والبيانات أنه قام بالجريمة على خلفية شرف، بينما لو استدل القاضي على أن الجريمة كانت بهدف القتل فيطبق عليه قانون العقوبات العادي إما الإعدام أو الحكم مدى الحياة، أي أن الحكم لا يتم إلا من خلال الأدلة". غير أن الغول استدرك: "ولكن هذا لا يعطي مبررا لأن يتم العمل بهذه القانونية الوضعية، يجب الاحتكام إلى قانون يكفل لكل طرف حقه وهذا القانون موجود بين أيدينا وأمرنا الله عز وجل به؛ فلنحتكم إليه".
هنا العلاج
كيف عالج الإسلام هذا النوع من الجرائم؟ أجاب أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بغزة "الدكتور ماهر السوسي" قائلا: "الشرع بريء من كل من يقتل باسم الشرف؛ فالقاتل لا عذر له أمام الله".
وأكد "السوسي" أن القتل باسم الشرف محرم وغير جائز بالإسلام، موضحا أن أغلب الجرائم تحدث على خلفية عصبية لا دينية. وتابع: "رجل قتل ابنته لأن أحدا ما اغتصبها، ما ذنبها أن تقتل وهي ضحية اعتداء؟ لقد بيّن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أن الإكراه لا حكم عليه فقال: "رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
وأوضح "السوسي" أن الإسلام صان عرض الإنسان وشرع القوانين التي تحافظ عليه، موضحا أن الشرع حرم جرائم الشرف واعتبرها جرائم خطيرة تؤثر على المجتمع والأفراد وتخل بمنظومة القيم التي تعتبر من أهم الروابط للتكافل الاجتماعي.
وشدد على أن الإسلام شرع لكل جريمة ما يناسبها من مواصفات؛ فجريمة الزنا للمحصن تختلف عن غير المحصن وتختلف عن جريمة القذف، مؤكدا أن الإسلام ساوى في العقوبة بين المرأة والرجل وأنهما أمام الشرع سواسية.
ويستدرك موضحا: "هذه الجرائم وضع لها الإسلام شروطا صارمة حتى يطبق عليها الحد؛ فهناك مواصفات يجب أن تتوفر في الجاني وفي المجني عليه وفي الشهود".
وأشار إلى أنه لا يجوز لأي إنسان أن يأخذ القانون بيده، وقال: "ليس كل زان يعتبر زانيا أو كل سارق تُقطع يده، كل جريمة لها مواصفات وشروط وضعها الإسلام إذا انطبقت عليها تم معالجتها وتنفيذ الحكم فيها وفق ما يحدده الشرع لا وفق ما تحدده أهواء الناس وعصبيتهم وسلوكهم الاجتماعي؛ فهناك قواعد شرعية يتم على أساسها بناء الأحكام الشرعية".

الـزيـتـون.. رمز الصبر الفلسطيني


الزيتون معادل موضوعي للفلسطيني رغم أن الحديث عن الزيتون في فلسطين "مستنفذ؛ متصل ومكشوف تم تدويره عبر أجيال متلاحقة" كما يقول الشاعر الفلسطيني "غسان زقطان" كما سنوات مواسمه، إلا أنه يكتب له كل عام أن يكون أكثر حضورا؛ ووهجا وألما.فحالة الإمعان في ذبح الشجرة كما صاحبها تتضاعف في موسم جني ثمارها..
إنه تماما كالسر المتوالد من ذاته، والذي كلما انكشف جزء منه بدا لنا أنه يخفي أسرارا أعظم تسكن قريبة وبعيدة، مستترة وبائنة بوجل وخجل ثمار خضراء/ وسوداء من الإنسان الفلسطيني الذي يرتبط بالشجرة وثمارها كما ترتبط جذورها بأراضٍ ممتدة ارتوت بعرق ودم أصحابها أبا عن جد.
فأصبحت العلاقة بينهما علاقة متجاوزة، وتشكل بتفاعلاتها وما تستولد من إرهاصات وتداعيات حالة ثقافية وحياتية، تمنح الشجرة المقدسة أصحابها بحب وسخاء أقصى قدراتها على الأداء والعطاء، وأصحابها بدورهم يحولونها إلى أقصى شيء يمكن أن تصله، فتكون قابلة للأكل من ناحية، والتذكر والاستحضار والارتباط بالأرض من ناحية أخرى؛ بما يتلاءم مع مقتضيات الحياة وواقع الاقتلاع والنفي.
جذور
والشجرة في كل ذلك تجذرت في الحياة اليومية بعفوية، كما حب الناس المنتظرين لها، ودون أي تخطيط مسبق، إنما هي منحة وعطاء الطبيعة والرومان، واصلت قيامها بدورها إلى أقصاه، وهي تستمر في ذلك، فأصبحت مكونا محوريا من مكونات الهوية الذي لا يمكن أن تتشكل بدونه، ورمزًا من رموز حضورها وثباتها وترسخها، ومعادلا موضوعيا للفلسطيني الذي يقاوم النفي والقتل، وهي بذلك تعتبر الأكثر حضورا والأشد دهشة في واقع الفلسطيني.
والفهم السابق يساعد على تخفيف حدة حالة استغراب المشاهدين عبر شاشات الفضائيات عندما يشاهدون الفلسطيني الذي يحتضن جذع شجرة قائلا لمن يريد اقتلاعها أو بترها: "اقتلوني قبل أن تقتلعوها"، أو عندما يقبلون على بساتينهم في صباحات حالمة برغم أن خطر الموت يتهددهم لقربها من المستوطنات الإسرائيلية، ومع ذلك يصرون على الذهاب وجني الثمار.
إن الفلسطيني هنا يمارس ثقافته في الحفاظ على شيء يتجاوز الشجرة ككتلة مادية، وصولا إلى تاريخ وتراث وتفاصيل حياة وأسرار وذكريات آباء وأحلام أجداد لم يكتب لها النور، وهو الأمر الذي يبتغيه "الإسرائيلي/ المحتل" على الجاهز مستكملا دائرة النفي، حيث يعمد مثلا إلى شراء كثير من الأشجار بعد أن يتم اقتلاعها من أراضي بعض الفلسطينيين الذين تضطرهم حاجة السكن أمام كثرة أوامر الممنوعات والمصادرات إلى اقتلاع بعض من شجراتهم كي يضمنون بناء يسكنون فيه.
يشتري الإسرائيلي الأشجار بمبالغ خرافية عبر وسطاء عرب، ويقوم بزرعها أمام متاحفه ومؤسساته الثقافية وفنادقه وساحاته العامة، معتقدا أنه في ذلك يمكن أن يزرع / أو يحقق حالة سطو أكبر على التاريخ والتراث الذي لم يمتلكه لحظة واحدة.
ذلك الإلغاء الذي تجاوز فكرة الاقتلاع والتدمير، ووصل إلى حدود التماهي مع الفلسطيني، وتحديدا في حبه لهذه الشجرة، في تناقض الاحتلال مع ذاته، وهو بالذات ما دفع إسرائيل على سبيل المثال إلى اختيار شجرة الزيتون إلى جانب زهرة "قرن الغزال" الفلسطينية لتمثيلها في حديقة الورود التي افتتحت في الصين بمناسبة استضافتها للألعاب الأولمبية مؤخرا، برغم أنه وبأفواه "جرافاته" أمعن، وما زال، في اقتلاع ملايين الأشجار منذ ستين عاما ويزيد.
قبل ذلك طال السطو الثوب الذي يحمل أغصان الزيتون وحباته على شكل تطريزات خلابة؛ فصار الزي الرسمي لمضيفات الطيران الإسرائيلي، تماما كما التطريزات الأخرى على الأثواب، والأواني الفخارية والنحاسية والأغاني التراثية، وصولا إلى الأكلات من مفتول ومقلوبة ومسخّن وفلافل وحمص، وكلها مكونات حياة أساسية لشجرة الزيتون يد طولى في وجودها وتحققها.
علاقة جاهزة
وما يحاول الإسرائيلي فعله هو تصنيع علاقة جاهزة، علاقة تعتمد على القوة والسطو والسرقة من ناحية والقتل والتدمير من ناحية أخرى، علاقة تتجاوز شكل وأوراق وحبات الشجرة وصولا إلى ما تعني وإلى ما تشير إليه من دلالات، فهي لا تعنيه بذاتها كونه يعجز عن منحها ما يفتقده ويعيش الفلسطيني عليه.
وبذا لن نعجب من استهداف شجرة كهذه منذ أزل بعيد من احتلال اقترن فعل "عقابه" للفلسطيني باقتلاع أشجاره وتدمير محصوله أو منعه من قطفه أو التواصل مع أرضه.
كل تلك الأمور وأخرى ترتبط بالكتاب الكريم تجعل من موسم الزيتون موسما متجاوزا لمواسم أخرى يفترض بها أن تماثله (كمواسم حصاد القمح، وقطف العنب، والبرتقال... إلخ)، ليكون من أكثر المواسم قدرة على التخاطر بين المكان وأصحابه.
موسم الزيتون يدهش منتظريه في قدراته على منح الحياة الحقيقية في بلد تقطعه الحواجز وتلتهم أراضيه، مثلما يندهش الفلسطيني لذلك الشعور الذي يجعله يقبل على الحياة بحب وشوق وتحدٍّ؛ وهو ما يجعل علاقة الفلسطيني بشجرة الزيتون تتعدى الجانب الاقتصادي البحت، تماما كما تتجاوز الجانب الديني، مع أنها تأخذ منه الكثير ليضيف إليها، إنها علاقة لا نظير لها مع أشجار أخرى مهما كان خيرها وظلها.
وبمقدار واقعية هذه العلاقة نجدها تتغذى من أسرار وخرافات وأساطير وحكايا وقصص وأغانٍ وقصص وشعر وأحلام.. يغذيه جانب واقعي حقيقي ومعاش له علاقة بالهوية والجذور والرغبة بالبقاء والارتباط بالنضال والمقاومة، إنها علاقة تأخذ من الشجرة وعراقتها وتُمنح الكثير من عراقة ذات الشعب.
فالشجرة التي تقدم للاقتصاد الفلسطيني ما نسبته 20% بالمقاييس المادية نجدها تعبر عن حيوات وتفاعلات وشوق ووجد وأحلام، فالذهاب لـ"جد الزيتون" بالتعبير العامي أي قطافه يكتنفه الكثير، سواء في استيقاظ أصحاب الحقول في السادسة صباحا، منطلقين صوب حقولهم في زيارات يومية، أو في بداية ملامسة الأيدي للثمرات، أو في شرب كئوس الشاي المصنوع من نار حطب ذات الشجرة في فترات الراحة، أو رحلة العودة بالمحصول والغلال الوثيرة وصولا إلى بوابات "المعاصر" (أماكن استخراج الزيت) منتظرين الزيت الذي يحمل مرارا لذيذا، ومن ثم صفقات البيع وامتلاء الجيوب بالأموال.
ومن المؤكد هنا أن الإسرائيلي سيبقى عاجزًا على منح الحياة لشجرة الزيتون بمفهومها الشاسع، وبالنسبة للفلسطيني فإنه يمنحها كل المعاني المرادفة لذلك؛ فهي مربوطة بكل تفاصيل الحياة اليومية، بالغناء الشعبي، والأكلات، والأمثال الشعبية، والكثير من الطقوس الاحتفالية الكرنفالية... إلخ.
وبذا ستبقى كل محاولات الإسرائيلي عاجزة عن إقامة علاقة انتماء مع زيتون الأرض، وتراثها وتاريخها من خلال التماهي مع كل التفاصيل اليومية لأهل تلك الأرض، فشتان ما بين علاقة التماهي وبين العلاقة التي تتغذى على قدسية راسخة في الكتاب والوعي والثقافة، وتفاصيل الموسم المر، حيث يمتلئ بالدم والدموع تارة، والفرح والبهجة والحياة تارة ثانية، ما هي إلا دليل على ذلك.
فالزيتون يستمر في تأدية مهمته بصبر وثقة، فيما الفلسطيني يحاول محاكاة ذلك دوما.

الترامال والخبيزة.. مسكنات لأوجاع غـزة


نبتـةٌ صغيـرة برية تبسـط أوراقهـا الخضـراء عـلى مسـاحاتٍ واسـعة من الأرض.. لا تحتـاج إلى زراعـة ولا تبـاع في الأسـواق... هي نبته "الخبيـزة" التي تخرج للنـور في مثـل هذه الأوقـات من كل عـام.
وتنهض الخبيـزة من سباتها على وقـع قطـرات المطـر ليتلقفهـا أهالي غـزة المحاصرة بكل شغف واشتياق، خاصة في هذه الأيام التي أغلقت فيها المعـابر وارتفـعت أثمـان الخضـروات واللحـوم وغابت مظاهر الحياة الطبيعية، حيث وجـد سكان القطاع في "الخبيزة" مـلاذا وبلسمـا يقيـهم الجـوع.
أمام ثـلاجـة فارغـة من الطعـام فـتح "أبو رأفت بدوي" باب منزلـه الذي نمت على جوانبه "الخبيزة" وبدأ في قطفهـا.. بعد بـرهة من الزمن كـانت الوجبـة الساخنة جاهزة لتصافح الأمعاء الخـاوية. يقول أبو رأفت لـ"إسلام أون لاين.نت": "إنها لذيذة.. تشبه أوراق الملوخيـة.. وتحتـوي على نسبة عالية من الفيتامينات وسهـلة التحضير.. أشعلت زوجتي الحطب وقامت بطهيها سريعا".
ومنذ يونيو 2007 تعـاني غـزة من حصـارٍ خـانق ازدادت حـدته في الأسابيع القليلة الماضيـة بشكلٍ غيـر تفاصيل وأنماط حيـاة السكـان الذين لجئوا للأساليب البدائية للتغلب على قسـوة ما يكابدون.
أوراقها "كنز"
الحـاجة أم سعـدي في العقـد السادس من عمـرها تستيقظ مبكـرا للذهاب إلى الأراضي المجـاورة لبيتها لتلتقط أكـوام الخبيـزة.. تحمل أوراقها ككنـز وتذهب بها إلى أولادها وأحفـادها.
أما "أبو خالد عبيد" فقال وهو يقطف أوراق النبتة الخضراء الداكنة: "الحمـد لله أننا لا نشتريها ولا يمكن فرض الحصار عليها!!.. نجدها في كل الطرقات أمامنا..".
وأضاف: "لدي سبـعة أطفـال.. قلت لزوجتي أن تطهـوها كـ: "طبيخ" وفي مـرةٍ ثانية تضيف إليها كسـرات الخبـز، وتارة تعدها بالأرز.. كي لا نمل طعمها"، ويستدرك بحنق: "الخضروات ارتفعت أسعارها بشكلٍ مخيف.. والفواكـه نسينا شكـلها".
ولأنها لا تملك ما يسمـح لها بطبخ وجبات أخرى فقد استعانت أم رامي بـ"الخبيزة" لإسكات صيحات صغارها وبشيء من الأسف تقـول: "يوما بعـد يوم تزداد الأمـور سوءا.. قد نجـد الآن ما نأكـله ولكـن لا ندري ما يحمله الغـد؟!".
حشائش برية
وبصوتٍ طريف تروي أم "سعيد" لـ"إسلام أون لاين.نت" حكايتها مع "الخبيـزة": "أنا أنتظـر هذا الوقت من كـل عام بفارغ الصبر؛ لكي أقطفها فهي أكلة شعبية لذيذة.. قبـل أيام كنت أنا وجـارتي في رحلة لتجميعها فاستوقفتنا عدسات الصحفيين الأجانب، وفهمنـا من بعض كلماتهم أنهم مصدومين برؤيتنا".
تبتسم ثم تستدرك: "الخبيـزة من الحشائش البريـة المشهـورة في غـزة وهذه السنة الكل انقض عليها؛ لأنه لا يـوجد بديل.. وهناك حشائش أخـرى يتم طهيها مثل الرجلة.. والحماصيص ونبتة الهليون".
جـارتها قطعت حديثها لتمضي قائلـة: "إن بقينـا على هذا الـوضع فلا غـرابة أن نأكل الحشائش والأعشـاب!".
وكانت وكالة إغاثة اللاجئين (الأونروا) وفي ظـل إغلاق معابر القطاع التجـارية قـد قالت مؤخرا إنه ولأول مـرة منذ ستين عاما لم يعـد في مخازنـها أي طعام، وأشارت إلى أنها كانت تستقبل يوميا ما بين 70_80 شـاحنة أما الآن فلا يدخل غزة من شاحناتها سوى 15 في حـال تم فتح المعـابر.
حبـوب للنسيان
وإذا كانت العائلات الفقيـرة قد وجـدت في "الخبيزة" والحشائش البرية مسكنا لها فإن العديد من أهالي القطـاع ذهبـوا للبحث عن مسكنٍ آخـر ينسيـهم هـذه المـرة حكاية المعبـر المغلق وأسطوانة الغـاز الفـارغـة والكهرباء المقطوعة.. مسكــن اسمـه "الترامال".
و"الترامال" عبارة عن حبوب بها نسبة مخدرات توصف للمرضى في الحالات التي لا يستطيع صاحبها تحمل الألم فيها، وتركيبتها مقاربة لتركيبة المخدرات؛ لأنها تجعل من يتناولها في حالة من الهدوء، وتزيل عنه أي آثار للآلام أو الإرهاق النفسي أو العصبي "التوتر"، وتستمر هذه الحالة لساعات مع من يتعاطاها.
وساهم تهريب "الترامال" بكميات هائلة عبر الأنفاق بين مصر والقطاع إلى انتشارها بين مختلف الفئات العمرية بشكل كبير.
أحـد المتعاطين لهذه الحبوب قال لـ"إسلام أون لاين.نت": "إنني أتناولها لأهرب من هذا الواقع.. ولأنسى ولو لساعاتٍ هموم ما أعانيـه.. عاطل عن العمـل والكل في المنزل يصـرخ: هات.. نريد.." مشيرا إلى أن أحد أصدقائه يمده أسبوعيا بالحبوب.
وبرغم حظر بيع "الترامال" من قبل حكـومة غـزة في الصيدليات إلا وفق وصفة طبية، إلا أن تلك الحبوب ما زالت تباع في الأسواق السوداء، ومعظمها مهربة.
الشـاب "غالب" قال: "وجدت في هذه الحبوب مسكنا.. ولو لبعض الوقت.. مللنا من السياسة والأخبار والحصـار.. نريد أن ننسى".
صاحب إحدى الصيدليات أكد لـ"إسلام أون لاين.نت" أن أكثر مبيعاته من أصناف الدواء هو "الترامال" نظرا للإقبال الشديد عليه خاصة من قبل الشباب والمتزوجين معللا ذلك بالحالة السيئة التي يعيشها الشباب والأزواج؛ نظرا لتفاقـم المشاكل حـولهم، وازدياد معدلات الفقر والبطالة، ولفت في حديثـه إلى أن الحبـوب المسكنة للألم يتم طلبـها كما لو كانت حـلوى".
أسباب الإقبال على تعاطي" الترامال" أرجـعه خبراء فلسطينيون إلى الضغط النفسي والاجتماعي الكبيـر جراء الحصار الخانق، وما خلفه من ضغـط وكبت، غير أن أوساطا طبية إسلامية عبرت عن مخاوفها من إدمان جيل الشباب على المسكنات ودعت للاستمساك بالدين في مواجهة ضغوط الحياة الشديدة.

الأحد، 28 سبتمبر 2008

خرابيط الطريق!!


(أمثال شعبية فلسطينية)
مخلص برزق
أبو فراس : دخلك يا بو عدنان اشو آخر الأخبار؟
أبو عدنان : شو بتتوقع يعني.. "اتبدلت غزلانها بقرود".
أبو فراس : مافهمتك ؟
أبو عدنان : يعني بصراحة اعطوهم الثقة وهم ما بستحقوها خاصة هذا اللي "اجا ونام عنا ليلة وساوى حاله من العيلة"!!
أبو فراس : مش هيك الحكي يا بوعدنان والزلمة لسه "ما بنعرف خيره من شره".
أبو عدنان : أي والله لو"حبسوه مع ابليس في كيس بطلع ابليس يستغيس" هذا "زي البرد سبب كل علة".
أبو فراس : لـه يا زلمة "الحيطان الها ودان" "احنا بنمشي الحيط الحيط وبنقول يارب الستيرة".
أبو عدنان : ولليش الخوف؟ أي والله " الساكت عن الحق زي الناطق في الباطل". بعدين اشو اللي بدو يصير؟ "مابصير اكثر من اللي صار" ، والمثل بيقول "النعجة المذبوحة ما يوجعهاش السلخ"..
أبو فراس : يازلمة "مش كل اللي بنعرف بنقال".
أبو عدنان : بصراحة يابو فراس "اللي بعمل حاله نخالة بتنقه الجاج" واللي قاعد بصير ما بينسكت عليه..
أبو فراس : شوف يابوعدنان الحكاية أكبر من صاحبك. هذي يا عمي أمريكا و"حدا بقدر يقول للغول عينك حمرا" ؟
أبوعدنان : واشو يعني أمريكا مادام المسألة بتخص هالأرض .. لأنو يا بوفراس "اللي بفرط بأرضه بفرط بعرضه" مش قالوا "الأرض عرض " ؟
أبو فراس : معلش لكن احنا "مش قدها" و"ليش نعمل حالنا أبو علي".
أبو عدنان : يا حبيبي " التعوير في الوش.. مافيهوش معلش".
أبو فراس : والله اشو بدي اقول "طاسة وضايعة".
أبو عدنان : أبداً الطاسة مش ضايعة و"خيرنا مابصير يروح لغيرنا" وهذا مش خيرنا وبس هذي أرضنا بتضيع ودمنا اللي بيسيل .
أبو فراس : لكن الصحيح احنا لازم نرضى باللي قاعدين برتبوه النا حتى لو ضاع اشي من حقوقنا لأنه "نص العمى ولا العمى كله" وزي ما بقول المثل :"بلا أهون من بلا والكساح أهون من العمى ".
أبو عدنان : البلا هو اللي راح ييجي من خربطة هالطريق اللي بيحكوا عنها..
أبو فراس : ولو، لليش؟ طيب مش بقولوا "عليك بخارطة الطريق ولو دارت وبنت العم ولو بارت"؟
أبو عدنان : "والله هذي آخر سمعة"، هسّ أمريكا صارت بنت عم؟ أي والله إنها ألد عدو و"عدو أبوك وجدك مابودك ولو عبدتو عبادة ربك" اشو اللي بتقولوا يازلمة.
أبو فراس : أنا اللي بعرفه إنو "الإيد اللي ما بتقدر تقطعها بوسها وادعي عليها بالقطع" وهذا اللي احنا بنعمله مش شايف الكل في هالمساجد بدعوا على أمريكا؟
أبو عدنان : لا والله "كشّر عن نابك كل الناس بتهابك" واحنا مابصير نكون حيطة واطية لا لأمريكا ولا لغيرها لأنه"الحيطة الواطية بنطوا عليها الكلاب ".
أبو فراس : أنا قناعتي إنو "ما باليد حيلة" و ""كيف مااجت تيجي" وهذا "قضا وانكتب".
أبو عدنان : شوف يا بوفراس "لاتدير قفاك للدبابير وتقول منايا وتقادير".
أبو فراس : والله يابوعدنان أنا معك لكن بعد اللي صار في العراق شكله "الدور علينا" و"الحبل على الجرار" والمثل بيقول "طيع لاتضيع" و"خليك على مقرودك ليجيك اقرد منه".
أبو عدنان : والله إذا بدك تطاوع الأمريكان راح تنذل وتنهان والمثل برضه بقول " الحق الغراب بدلك على الخراب" و"هذي أمريكا وهذي بلاويها" .
أبو فراس : يا عمي "اللي ما إنت طوله لاتطاوله" و"هذا الحكي ما بجيب خبز" لكن أمريكا يمكن تجيب النا شوية خبز!
أبو عدنان : والله "عشم ابليس في الجنة" ويا "طالب الدبس من ذيل النمس" و"إذا كنت نسيت بأذكرك" وعلى رايهم "إذا كنت نسيت اللي جرى هات الدفاتر تتقرا" وانت نفسك شفت شو عملوا في العراق و"اللي بياكل رغيف الظالم بحارب بسيفه" بتقبل تكون هيك يا بوفراس؟
أبو فراس : أنا ما بقول نتخلى عن حقنا لكن "بالتي هي أحسن".
أبو عدنان: يا بوفراس إحنا اصحاب حق و"الطلب الهين بيضيع الحق البين" و"الحق اللي وراه مطالب مابيموتش".
أبوفراس : بس خلينا نجرب "لعل وعسى"، بعدين "زمان أول تحول" ويمكن انو أمريكا تغير من سياساتها لصالحنا هالمرة.
أبو عدنان : والله يا بوفراس "اللي أصله كلب لازم ينبح" و"وين ما بقعد بنجس" و"اللي فيه طبع ما بغيره" وبصراحة انت باين الخوف قاتلك والخوف زي ما بقولوا "قطاع الركب".
أبو فراس : وانت لارضيت بمدريد ولا بأوسلو وإجا اللي أسخم منهم وهذي خريطة الطريق ومش عاجباك صراحة "انت مابعجبك العجب ولا الصيام في رجب".
أبو عدنان : أنا والله بانصحك لكن الظاهر انو "اللي بينصحك زي اللي بيرصعك".
أبو فراس : على العموم " اللي بيجري على الناس بيجري علينا" والمثل بقول "حط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس".
أبو عدنان : كل اللي بدي أقوله "داوي جرحك مليح لابيدمي ولا بقيح" واحنا دوانا بها الجهاد المبارك والمقاومة بكل شارع وطريق مش بالجبن والخوف والجري ورا خرابيط الطريق !!

الازياء الشعبية الفلسطينية



تتنوع الملابس في فلسطين بتنوع المناطق واختلاف البيئات المحلية، وتعرض البلاد لكثير من المؤثرات الخارجية.
ننظر إلى الزي الفلسطيني، بأنه لا ينفصل عن محيطه وعن ثقافته المتوارثة، فالزي تعبير عن ارتباط الإنسان بأرضه وثقافته.
يلاحظ في بعض الأحيان أن زي المدينة هو زي ريفي أو متأثر بالريف، ومردّ ذلك نابع إلى أن بعض العائلات في المدينة ذات منشأ ريفي، وعلاقة المدينة بالريف، يضاف إلى ذلك بطء التطور الحضاري، الذي يؤدي إلى تكون المحمولات من حالة البداوة إلى الريف كبيرة، ثم من البداوة والريف تكون كبيرة في المدينة، لذا قد نجد الريف في المدينة.
كانت المرأة الفلسطينية تلبس الألبسة التالية:
ü الكوفية أو الحطّة: نسيج من حرير وغيره توضع على الرأس وتُعصب بمنديل هو العصبة. وقد أقبل الناس على اللباس الإفرنجي فأعرضوا على الصمادة والدامر والسلطة والعباية والزربند والعصبة والقنباز والفرارة.
ü البشنيقة: (محرفة عن بخنق)، وهي منديل بـ «أويه» أي بإطار يحيط المنديل بزهور أشكالها مختلفة. وفوق المنديل يطرح على الرأس شال أو طرحة أو فيشة، وهي أوشحة من حرير أو صوف.
ü الإزار: بدل العباية، وهو من نسيج كتّان أبيض أو قطن نقي. ثم ألغي وقام مقامه الحبرة .
ü الحبرة: قماشة من حرير أسود أو غير أسود، لها في وسطها شمار أو دِكّة، تشدها المرأة على ما ترغب فيصبح أسفل الحبرة مثل تنورة، وتغطي كتفيها بأعلى الحبرة.
ü الملاية: أشبه بالحبرة في اللون وصنف القماش، ولكنها معطف ذو أكمام يُلبس من فوقه برنس يغطي الرأس ويتدلى إلى الخصر.
أما الرجل في فلسطين فكان له لباسه التقليدي أيضاً:
ü القنباز أو الغنباز: يسمّونه أيضاً الكبر أو الدماية، وهو رداء طويل مشقوق من أمام، ضيّق من أعلاه، يتسع قليلاً من أسفل، ويردّون أحد جانبيه على الآخر. وجانباه مشقوقان حتى الخصر. وقنباز الصيف من كتّان وألوانه مختلفة، وأما قنباز الشتاء فمن جوخ. ويُلبس تحته قميص أبيض من قطن يسمى المنتيان.
ü الدامر: جبة قصيرة تلبس فوق القنباز كمّاها طويلان.
ü السلطة: هي دامر ولكن كميها قصيران.
ü السروال: طويل يكاد يلامس الحذاء، وهو يُزم عند الخصر بدكة.
ü العباية: تغطي الدامر والقنباز، وأنواعها وألوانها كثيرة. ويعرف من جودة قماشها ثراء لابسها أو فقره، ومن أشهر أنواع العباءات: المحلاوية، والبغدادية، والمزاوية العادية، والمزاوية الصوف، والرجباوي، والحمصيّة، والصدّية، وشال الصوف الحراري، والخاشية، والعجمية، والحضرية والباشية.
ü البِشت: أقصر من العباءة، وهو على أنواع أشهرها: الخنوصي والحلبيّ والحمصيّ والزوفيّ واليوز، والرازي.
ü الحزام أو السير: من جلد أو قماش مقلّم قطني أو صوفي. ويسمّون العريض منه اللاوندي.
وقد انحسر لبس القنباز في مراحل وأماكن، وانتشر لبس السروال الذي سمّي اسكندرانياً لأنه جاء من اسكندرية مع بعض المصريين. وكان البعض يلبس فوق هذا السروال الفضفاض المصنوع من ستة أذرع قميصاً أبيض من غير ياقة، ويلفّ على الخصر شملة يراوح طولها بين عشرة أذرع واثني عشر ذراعاً. وكان بحارة يافا متمسّكين بهذا الزي.
أثواب الفلاحين والبدو:
الأثواب الشعبية الفلسطينية متشابهة جداً في مظهرها العام. وتُدرج فيما يلي من أصناف:
ü الثوب المجدلاوي: أشهر صانعيه أبناء المجدل النازحون إلى غزة (ومنه الجلجلي والبلتاجي وأبو ميتين - مثنّى ميّة).
ü الثوب الشروقي: قديم جداً من أيام الكنعانيين.
ü الثوب المقلّم: وهو من حرير مخطّط بأشرطة طولية من النسيج نفسه.
ü ثوب التوبيت السبعاوي: من قماش أسود عريق يصنع في منطقة بئر السبع (ومنه ثوب العروس السبعاوي، والثوب المرقوم للمتزوجات).
ü الثوب التلحمي: عريق جداً مخطط بخطوط داكنة.
ü الثوب الدجاني: نوعان، ذو الأكمام الضيّقة، والرّدان ذو الأكام الواسعة.
ü ثوب الزمّ أم العروق: أسود ياقته دائرية.
ü الثوب الأخضاري: من حرير أسود.
ü ثوب الملس القدسي: من حرير أسود خاصّ بالقدس ومنطقتها.
ü ثوب الجلاية: منتشر في معظم مناطق فلسطين ويمتاز بمساحات زخرفية من الحرير أو غيره وتُطرّز عليه وحدات زخرفية.
وفوق الثوب ترتدي المرأة الفلسطينية نوعاً من المعاطف يمكن حصرها فيما يلى:
ü الصدرية.
ü التقصيرة.
ü القفطان الصرطلية.
ü الصلصة.
وجميعها أنواع وألوان. وتضع المرأة على رأسها الحطة، أو المنديل المطرّز، أو الطرحة.
وأما الرجال يعتمرون بالطاقية، أو الحطة، وهي الكوفية والعقال، وقد يلبسون طرابيش مغربية.
ويضع الرجال على أجسامهم «اللباس» وهو ثوب أبيض من الخام يصل حتى الركبتين، وفوقه ما يُسمّى المنتيان، وهو صدرية بأكمام من الديما، ثم السروال وله جيبان مطرّزان على الجانبين الخارجيين، ويلي ذلك القمباز، وهو من الحريرأو الروزا أو الغيباني أو الديما، ويصل حتى العقبين. ويضعون فوق القمباز صدرية بلا أكام. وكانوا يشتملون عند الخصر بشملة بدل الحزام، وتكون من الحرير أو القطن. وفوق القمباز والصدرية الصاكو، أي السترة، ثم العباية الحرير البيضاء صيفاً، أو العباية الصوف في الشتاء، وكان لبس العباية في الغالب تباهياً ومفاخرة. وقلّما لبسوا الجوارب. وأما الأحذية فهي المداس والصرماي والمشّاي.
وفي الأيام الاعتيادية تلبس القرويات أثواباً طويلة، عريضة الأكمام، تفضّل فيها اللون الأزرق، وقد يكون لونها أسود أيضاً، ولكن الأبيض يغلب لبسه في الصيف. وهذه الأثواب مصنوعة إجمالاً من القطن. وقد ترتدي الميسورات منهن قماشاً أفضل وأمتن، من الكتان والقطن المقلم والهرمز والتوبيت والكرمسوت والملك والرومي والمخمل وغيرها. وتتمنطق الفلاحة بإزار صوفي أو حريري وتغطي الرأس بمنديل شفّاف يتدلى على الظهر. ولا تلبس الفلاحة الحذاء إلا نادراً. وحين تعمل المرأة الفلاحة يعيقها الكمان الكبيران المعروفان بالردان، ولذا يخيطون لبعض الأثواب أكاماً قصيرة تعرف بالردّين، أو تقفع الفلاحة الكم، أي ترفعه إلى وراء الرقبة ليسهل عملها. وتفضّل نساء بيت سوريك والقبية والجيب وبيت نبالا لبس أبو الردّين.
أما معظم الرجال فيلبسون أثواباً طويلة بيضاً في أيام الأسبوع. ويتمنطقون بزنار عريض يُدلّون منه السلاسل والأكياس والخناجر والمسلات والخيطان والغلايين وأكياس التبغ والأمشاط والمناديل والأوراق. ويعتم القريون بوجه الإجمال بعمائم رمادية أو صفر فوق الطرابيش.
ومنهم من يلبس في الأيام الاعتيادية الدماية وهي ثوب طويل حتى أسفل الرجلين مفتوح من أمام، طويل الأكمام، لا ياقة له، ويربط برباطات داخلية وخارجية، وله جيب أو جيبان للساعة والدزدان (المحفظة). والدماية العادية من قطن أو كتّان وتلبس للعمل أو البيت. وتسمى الدماية أيضاً الهندية، ويسميها البدو: الكبر وهي للكبار، والصاية، وهي للصغار. وكذلك يلبس بعضهم في أيام الأسبوع الشروال، ورجلاه ضيّقتان وله «ليّة» ويُربط بحبل يُسمى دكة الشروال. وقماشة التفتة أو التوبيت الأبيض أو الأسود وهو الغالب. وأما العري فجلابية للعمل مقفلة من أمام وخلف ولا تبلغ أسفل القدمين، ولا ياقة لها ويرفعها الفلاح ويربطها على خصره عند العمل، ولوناها الغالبان: الأسود والنيلي.
ويلاحظ أن التراث الشعبي في فلسطين ينتمي إلى تراث المشرق العربي على صعيد الملابس أيضاً، حتى إذا ما اقتربت من الديار المصرية غلبت الجبة والشال والثوب المخطط ذو الأكمام الواسعة والياقة المستديرة على الصدر والحزام العريض. وإذا جنحت شمالاً غلب السروال والصدرية وزهت ألوان أثواب النساء، وعقدن على أحد جانبي خصورهن شال الحرير.
ويظهر الزي البدوي على الأخص في جنوب فلسطين وفي أريحا، وعند التعامرة في قضاء بيت لحم، وشمال بحيرة طبريا. وثوب التعامرة أسود ذو أكام طوال فضفاضة، ولا تطريز فيها غير قليل منه حول كمي العباية القصيرين. وفي أسفل الثوب من خلف أقلام من أقمشة ملوّنة تدلّ على القبيلة أو المنطقة التي تنتمي إليها لابسة ذلك الزي. وتمتاز عمائم النساء بصفوف من النقود الفضّية تغطي كل الطاقية، وفي طرفيها فوق الأذنين تُعلّقُ أقراط مثلثة الشكل وسلاسل طويلة مزينة بالنقود وحجارة الكهرمان.
والثوب في أريحا أسود طويل، طول قماشه عشرون ذراعاً، ويسمّي الصاية، ويُثنى في الوسط فيصبح مطوياً ثلاث طيات، ويُطرّز تطريزاً لا يشبه فيه أياً من أزياء نساء فلسطين الأخرى إذ يمتد التطريز من الكتفين إلى أسفل الثوب. وتُلبس فوقه عباءة خفيفة.
والثوب في شمال بحيرة طبريا أسود طويل أيضاً، ولكن في أسفله خطوطاً من قماش فضّي عليها تطريزٌ لرسومه أسماء كمثل «ثلاث بيضات في مقلى»، و«خطوات حصان في الربيع»، وما إلى هذا. وتُدلّي البدوية على صدرها طوقاً فيه حبالٌ من الفضة والمرجان، وتلبس فوق الثوب جبة مطرزة تبلغ أسفل الركبة، ولها كمّان عريضان مطرّزان.
ü عصائب المرأة:
كانت المرأة الفلسطينية تعصب رأسها بأشكال من العصائب تمتاز بجمال الشكل وتنوّع الصَفَّات وغنى التطريز. ومن عصائب الرأس لبست المرأة القبعات أو الطواقي (جمع طاقية)، وغالباً ما تغطيها بغطاء، وتكتفي في معظم الحالات بغطاء من غير طاقية. وقد صُنِّفت الطواقي أصنافاً:
ü الصمادة أو الوقاية أو الصفّة، لما يصفّونه عليها من الدراهم الفضية أو الذهبية وربما زاد عددها على ثمانين قطعة. وقد تكون هذه الدراهم حصّة المرأة من مهرها ويحقّ لها التصرف بها. وهي منتشرة على الخصوص في قضاء رام الله. وتربط الصمادة بما يحيط بأسفل الذقن وتعلّق برباطها قطعة نقود ذهبية للزينة. وفي جنوب فلسطين يضاف إلى الصمادة البرقع، وفي بعض الأحيان الشنّاف، وهو قطعة نقد تعلق بالأنف. ولا تتشنَّفها في المعتاد سوى البدويّات. ويندر أن تلبس العذراء الصمادة. فإذا لبستها صفّت فيها نقوداً أقل مما يُصف لصمادة المتزوجة، وطرحت عليها منديلاً يُدعى يزما. وتصنع الصمادة من قماشة الثوب.
ü الشطوة، وتخص نساء بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور فقط، وهي قبعة اسطوانية صلبة تغطي من خارج بقماش أحمر أو أخضر. وتُصف في مقدمها أيضاً نقود ذهبية وفضية، فيما يُزيَّن مؤخرها بنقود فضية فقط. وتربط الشطوة إلى الرأس بحزام يمرّر تحت الذقن، ويتدلى الزناق من جانبيها. وكانت الشطوة في أوائل هذا القرن أقصر، وكانوا يصفّون فوق الدراهم صف مرجان، وقد زيدت الصفوف إلى خمسة في العشرينيات، وتُطرز الشطرة تطريزاً دقيقاً، وتوضع فوقها خرقة مربعة من الحرير الأبيض تعرف بالتربيعة.
ü الطفطاف والشكّة أو العرقية، تلبسها نساء أقضية الخليل والقدس ويافا، وتصف عليها حتى الأذنين نقود في صفين فتسمى الطفطاف، وتسمى الشكة أو العرقية إذا كانت النقود صفاً واحداً. وتصف من خلف أربع قطع من النقود أكبر حجماً من النقود التي تُصف من أمام.
ü الحطة والعصبة، وهما عصائب الرأس في شمال فلسطين. والمتزوجة تعتصب والعزباء قلما تعتصب. وقد تكون الحطة لفحة كبيرة كمثل ما في دبورية، أو شالاً كمثل ما في الصفصاف. وقد أخذت النساء يعقدنها فوق القبعات، وقد يسمونها خرقة.
ü الطواقي: ومنها ما يصنع من قماش الثوب ويطرز تطريزاً زخرفياً فيربط بشريط أو خيط من تحت الذقن، ومنها الطاقية المخروطية المصنوعة من المخمل الأرجواني والمزينة بالنقود الذهبية، وقلما تطرز إلا عند حافتها، ومنها طاقية القماش وهي للأعياد والاحتفالات وتُصنع من قماش الثوب ويوضع فوقها غطاء شاش غير مطرز، ومنها طاقية الشبكة، وتلبس تحت الشاش أيضاً وهي خيوط سود تنسجها الفتاة بالسنارة ثم تزيّنها بالخرز البرّاق، وتلبسها الفتيات.
ü الأغطية، ومنها الغطاء الأسود ويسمّى القُنعة، وهو قماشة سوداء غير مطرّزة، يلبس في قطاع غزة على زيّ نصفي، والغطاء الأسود البدوي، وبه تطريز وشراريب وزخارف، والغطاء الأبيض، وهو قماشة مستطيلة بشراريب من ذاتها، وبه زخارف بسيطة على الأركان الأربعة، ومجال انتشاره الساحل. ومن الأغطية أيضاً الملوّنة، وألوانها إجمالاً الأزرق والأحمر والأخضر والأصفر والبنفسجي، ومجال انتشارها الجبال، وهذه الأغطية الملوّنة مربعة الشكل ذات شراريب من قماشها نفسه وزخارف، ومعظمها من حرير، وتستخدم حزاماً في بعض المناطق.
ü العباية: يغطين بها الرأس أيضاً، ومنها العباية السوداء وهي أشبه بعباية الرجل وتنتشر لدى البدويات، والعباية المخططة المعروفة بعباية الأطلس، وهي في الغالب ذهبية مخططة بالأسود، أو رمادية.
ü عمائم الرجال:
وكان بعض رجال فلسطين يلبس الشطفة، وهي طربوش يخاط على حافته زاف حرير ويُردّ إلى الخلف على الجانب الأيمن، وعلى الزاف نسيج أحمر يُسمى حرشة، وفوق منديل يُدعى السمك بالشبك. وثمة آخرون كانوا يلبسون الحطة والعقال، وغيرهم يلبسون الطاقية أو العراقية تحت الطربوش أو الحطة. وهي خاصة بالأحداث وغالباً ما تُطرّز.
وفيما بين 1850 و1900 تقريباً، انحسر لبس العمامة إلا عند علماء الدين وعند قليل ممن تمسّكوا بها في لبسهم، وألغيت الشطفة وعم لبس الطربوش المغربي، وهو طربوش قصير سميك له شرّابة ناعمة وثخينة.
وبعد سنة 1900 اختفت العمائم إلا عن رؤوس العلماء وقلة ممن واظبوا عليها وأبدل بالطربوش المغربي الطربوش الإسلامبولي البابوري (أي الآتي بالبابور).
ü والعمامة أو العمّة أو الطبزية، ويقولون لها الكفّية في بعض القرى، قماش يُلفّ على الرأس فوق الطاقية أو الطربوش. وأصل العمائم أشوري أو مصري، فقد تعمّم هذان الشعبان حسبما بيّنت النقوش. وتعمم العرب قبل الإسلام أيضاً، وقد اعتمّ الرسول صلى الله عليه وسلم بعمامة بيضاء، وكان البياض لونه المفضل، ولذا أحبه العلماء وتعمموا به، وأضحت العمامة في الإسلام تقليداً قومياً ورسمياً. والعمامة الخضراء هي عمامة شيوخ الطرق الصوفية في فلسطين. وفي بيوت الميسورين كرسي خاص توضع عليه عمامة كبير العائلة. وكانت العمامة ترسل من جهاز العروس. ومن نظم الاعتمام ألا يضع الفتى العمامة إلا إذا بلغ ونبتت لحيته. وهي تُلف من اليمين إلى اليسار وقوفاً بعد البسملة. وثمة ست وستون طريقة للف العمامة على ما ذكروا. وينبغي ألا تقل اللفات على أربعين.
ويلبس الفلاحون في فلسطين عمائم مختلفة الألوان والأنواع تزيد أشكالها على أربعين. ويضع القروي في عمامته أوراقه الرسمية والمرآة والمشط والقدّاحة والصوفانية والمسلّة. ويلبس تحت العمامة قبعة من القطن الناعم تدعى العرميّة، وهي تمتص العرق وتثبت العمامة وتحمي الرأس إذا نُزعت العمامة.
ü للكوفية أو الحطة مكانة عند الوطنيين الفلسطينيين منذ أن اعتمدها زعماء ثورة 1936 بدلاً من الطربوش، والعمامة، وهي غطاء للرأس من قماشة مربعة، بعضها من صوف وبعضها من قطن أوحرير. وتزخرف الحطة بالخطوط المذهبية أو بالرسوم الهندسية السود أو الحمر. وكانت الكوفية لبس النساء في قصص ألف ليلة وليلة. ولكن النساء إذا لبسنها فمن غير عقال بوجه الإجمال. ويلقيها رجال المدينة على أكتافهم فوق القنباز أو الدامر، وإذاك تكون من حرير لونه عنابي ومزخرف باللون الذهبي في الغالب، وقلّما يضعونها على الرأس.
ولا يكتمل هندام الكوفية إلا بالعقال، وهو حبل من شعر المعيز مجدول يعصب فوق الكوفية حول الرأس في حلقتين إجمالاً كما لو كان كبلاً للرأس، والعقال يميّز الرجل عن المرأة، ولذا فهو رمز الرجولة، ومكانته عظيمة عند الفلاحين والبدو. والموتورون الذين لم يثأروا بعد لقتيلهم يحرِّمون على أنفسهم لبس العقال وأما إذا ثأروا فيعاودون لبسه لأنهم أثبتوا رجولتهم واستحقاقهم لرمزها.
ومن أنواع قماش الحطة حرير شفاف أبيض يُسمى الأيوبال، والأغباني وهو أبيض مخطط بخطوط ذهبية مقصية وتلبس مع عقال مذهب في الأعياد، وحطة الصوف وهي من صوف غنم أو جمل، وتلبس في الشتاء، والشماغ القطنية البيضاء غالباً، وتزينها خطوط هندسية كالأسلاك الشائكة، ولها شراريب قصيرة.
أما العقال فمنه الاعتيادي المرير الأسود، ويصنع من شعر المعيز ويُجدل كالحبل، وغالباً ما يتدلى منه خيطان على الظهر من مؤخرة الرأس تزويقاً، ومنه عقال الوبر، أو مرير الوبر، ويصنع من وبر الجمال ولونه بني فاتح أو أبيض، وهو أغلظ من الأول بوجه الإجمال ويُلف لفة واحدة على الرأس، ولا يتدلى منه خيطان، ومنه المقصّب ولا يلبسه إلا الشيوخ والوجهاء على حطة الأغباني، ولونه بني فاتح أو أسود أو أبيض، ولكنه مقصب بخيوط فضية أو ذهبية.
ü كان الطربوش غالباً في المدن، واسمه من كلمة فارسية عُرِّبت في القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، وهو من جوخ أحمر، وله زرّ من حرير أسود مثبت في وسط أعلاه، وتتدلّى منه شرابة سوداء. وحل الطربوش في الدولة العثمانية محل العمامة في القرن الماضي، ثم حرم كمال أتاتورك لبسه. ويختلف الطربوش المشرقي عن الطربوش المغربي في أن الأول أطول وهو مبطن بقماش مقوى أو قش لحفظ شكله الإسوطاني. والمسيحيون يفضلون الطربوش المغربي الأحمر القاتم. والطربوش من أجل ما يُلبس على الرأس ولكنه لا يهوّي الرأس ولا يحتمل المطر في الشتاء، وقد فضّلوا عليه الكوفية لأنها دافئة في الشتاء ولطيفة في الصيف.
ü الطاقية، صنعوا منها نوعين، واحدة صيفية يغلب عليها البياض، وتحاك بصنارة وتُترك فيها عيون هندسية الشكل، وهي جميلة، وأخرى شتوية من صوف الغنم أو وبر الجمل، وتحاك بالصنارة من غير عيون فيها. ولا تُلبس مع حطة إلا في الاحتفالات والأعياد فتوضع فوقها حطة فوقها عقال.
التطريز:
لدراسة ثوب ما لا بد من معرفة جغرافية المكان، وزمان صنع الثوب أو خياطته، ومعرفة مدى ثقافة صانعته، التي هي رمز وجزء من الثقافة الشعبية السائدة، لأن المرأة الفلسطينية تمتلك ثقافة متوارثة منذ مئات السنين، تنقلها الأم لابنتها وهكذا، فالمرأة التي ترسم وتصور على ثوبها، تنقل ما يتناسب مع وعيها وثقافتها وتقاليدها. وإذا استعرضنا الأزياء الموجودة في فلسطين، نجد الزي البدوي في شمالي فلسطين وجنوبيها، مع اختلاف واضح وجلي بينهما، وذلك لاختلاف المكانين وبعدهما، ولاختلاف الوضع الاجتماعي والاقتصادي وثقافة كل منهما وموروثاتهما الحاضرية.
الزي الريفي مرتبط بالزراعة، وهو الزي السائد في فلسطين، وتختلف تزيناته ما بين منطقة وأخرى لاختلاف البيئة ما بين سهل أو جبل أو ساحل، ولتمايز ولو بسيط بالثقافة السائدة، وهذه الأزياء تتميز بتكرار الأشكال الهندسية، ويغني الثوب بالتطريز وتنوعه، وبعض هذه التطريزات تدل على ما في الطبيعة غير المعزولة عن البيئة كالنجمة والزهرة والشجرة، لأن الفولكلور السائد في فلسطين هو فلولكلور زراعي مرتبط بحياة الاستقرار، وهذا ناتج عن طبيعة المجتمع الفلسطيني والطبقة التي كانت تتحكم بالإنتاج.
إن مناطق تزيين الثوب هي أسفله وجانباه وأكمامه وقبته، وهذا نابع من اعتقاد شعبي بأن الأرواح الشريرة يمكن أن تتسلل من الفتحات الموجودة في جسم الإنسان، لذا تضطر المرأة إلى تطريز فتحات ونهايات الثوب، وتطريز الثياب لغة تحكي علاقة الزمان والمكان وذهنية المرأة التي خلقت تعبيراتها المتصلة بتلوينات البيئة وتضاريسها.
الزي الشعبي الفلسطيني ليس واحداً، حتى داخل المنطقة الواحدة، وهذا طبيعي لغني الثوب بالتطريزات، ولحفظ المرأة ونقلها تطريزات جديدة تتلائم مع تطويرها الذهني والحضاري، ولهذا علاقة أيضاً بالتميز الجغرافي، ففي منطقة رام الله وحدها توجد أسماء لأثواب عدة، وكل ثوب يختلف تطريزه عن الآخر، كثوب الخلق والملك والرهباني.
وللتطريز قواعد وأصول تتبعها المرأة:
ü فثياب المسنّات من النساء لا تُطرّز مثلما تُطرّز ثياب الفتيات التي تزخر بالزخرف فيما تتسم ثياب المسنّات بالوقار، فالقماشة سميكة ولونها قاتم ووحداتها الزخرفية تميل ألوانها إلى القتامة، فهي ألوان الحشمة التي ينبغي أن يتصف بها المسنون. وأما الفتيات فيعوّضن بغنى زخرفة ثيابهن من الامتناع عن التبرج.
ü وثياب العمل لا تُزخرف مثلما تزخرف ثياب الأعياد والمواسم. والثوب الأسود يغلب في الأحزان والحداد.
ü التطريز معظمه لثياب النساء، وأما ثياب الرجال فزخرفتها نادرة منذ الفتح الإسلامي. وقبل الفتح كان الرجال والنساء والأطفال يلبسون الملابس المطرّزة، ولكن هذا التطريز انحسر عن ملابس الرجال فلم يبق منه سوى تطريز وشراريب منديل الدبكة، ولا يحملونه إلا في الأعياد والاحتفالات، ويُطعَّم بالخرز، وحزام الرجال، وهو ابتكار شعبي معاصر يلبسه الشبان ويطرز بخيوط ملوّنة وأنواع الخرز، وربطة العنق التي يضعها العريس يوم زفافه، وتطرز بزخارف هندسية.
وعوَّض الرجال من ندرة التطريز زخارف منسوجة نسجاً في قماش الدماية والصاية والكبر، وهي زخارف خطوط متوازية طويلة ملوّنة. وكانت الحطة قبل الإسلام تُطرز فاستعاضوا عن ذلك بنسج خطوط هندسية في الحطات. ولكن بعض الشبان لا يمتنعون عن لبس ما فيه تطريز عند أسفل الشروال.
ü وللتطريز أماكن على مساحة الثوب، فثمة تطريز ضمن مربع على الصدر يُسمّى القبة، وعلى الأكمام ويسمّى الزوائد، وعلى الجانبين ويسمّى البنايق أو المناجل. ويطرّزون أيضاً أسفل الظهر في مساحات مختلفة. وقلّما يطرّزون الثوب من أمام، إلا أثواب الزفاف، فيكثرون تطريزها أو يشقون الثوب من أمام، وتلبس العروس تحته شروالاً برتقالي اللون أو أخضر، وثمة قرى يخيطون فيها قماشة من المخمل وراء القبة ويطرزونها.
وفي فلسطين خريطة تطريز دقيقة، فجميع القرى تشترك في تطريز بعض القطب وتختلف في وضعها على الثوب. وفي بعض القرى يُكثرون استعمال قطب بعينها فتُتَّخذ كثرتُها دليلاً على انتساب الثوب إلى المنطقة. فالقطبتان الشائعتان في قضاء غزة هما القلادة والسروة. وفي رام الله يفضّلون قطبة النخلة واللونين الأحمر والأسود. والتطريز متقارب في بيت دجن، ويظهر فيه تتابع الغرز التقليدي. وتمتاز الخليل بقطبة السبعات المتتالية وتكثر فيها قطبة الشيخ. ويطرّزون الثوب من خلفه، على شريحة عريضية في أسفله، وهذا من أثر بدوي يظهر أيضاً في بيسان شمالاً وبير السبع جنوباً. وثمة غرزة منتشرة بين الجبل والساحل تُسمى الميزان. وغرزة الصليب هي الأكثر شيوعاً في التطريز. ولكنها لا تظهر في مطرّزات بيت لحم. والقبة التلحمية ذات مكانة خاصة في تراث التطريز الفلسطيني، فهي تختلف عن القبات في المناطق الأخرى لأن الخيطان المستعملة في تطريزها هي من حرير وقصب، والغرز المستخدمة هي التحريري أو الرشيق، واللف. وغرزة التحريري رسم بخيط القصب يثبت بقطب متقاربة. وهي غرزة تتيح للإتقان والدقة تطريزاً متفوقاً وجميلاً. وفي بعض الأحيان تمد خيوط قصب متوازية فيملأ الفراغ بينها بقطبة اللف. وقد آثرت كثير من نساء فلسطين هذا النوع من التطريز التلحمي فاعتمدنه وطعّمن به أثوابهن. ففي لفتا التي يدعى ثوبها الجنة والنار لأنه من حرير أخضر وأحمر، أضيفت إلى الثوب القبّة التلحمية. واستعارت القبة التلحمية كذلك قريتا سلوان وأبو ديس اللتان تصنعان ثوباً من قماش القنباز المقلّم. وتضيف نساء أقضية القدس ويافا وغزّة وبيت دجن قماشاً من حرير إلى قماش الثوب. وثمة استثناءات في المناطق، إذ تلبس نساء الطيرة قرب حيفا أثواباً بيضاً من غير أكمام مطرزة بقطبة التيج وبرسوم طيور خلافها، ويلبسن تحته سروالاً وقميصاً مكشكشين. وأما في الصفصاف في شمال فلسطين فيلبسن السروال الملون الضيّق. والثوب فيها ملوّن بألوان العلم العربي مضاف إليها الأصفر. والثوب قصير من أمام طويل من خلف، وتُعرف أثواب المجدل من تطعيمها بشرائح طويلة من الحرير البنفسجي.
وثمة مناطق جغرافية أيضاً للحزام النسائي أو الجِداد، ففي الشمال يكون الحزام من حرير ويُعقد على أحد الجانبين، وفي وسط فلسطين يصنعونه من حرير مقلّم ويُعقد من الأمام، ويبطنونه أحياناً ليبقى منبسطاً على الخصر. وقد يستخدمون الصوف الملون في بعض القرى. ونساء بعض القرى، ومنها تلحوم، لا ينتطقن بأي حزام.
وقلما تظهر حيوانات في التطريز الفلسطيني، فمعظم الرسوم هندسي أو نباتي، لزوماً للتقاليد الإسلامية التي كرهت الصنم والصورة كراهيتها للوثن. وأكثر الحيوانات ظهوراً في التطريز الطير. وصُنِّفت أهم الزخارف الشعبية أو العروق فيما يلي:
ü العروق الهندسية: أهمها المثلث، ثم النجمعة الثمانية والدائرة والمربع والمعين. ومن الخطوط المستقيم والمتعرج والمتقاطع والمسنن وما إليها.
ü عروق النبات والثمر: النخل والسعف أو الجريد، وشكلها أقرب إلى التجريد طبعاً. ويطرزون أيضاً كوز الذرة والسرو والعنب والزيتون والبرتقال وسنابل القمح.
ü عروق الأزهار: عرق الحنون، وعين البقرة، وقاع فنجان القهوة، والزهرة المربعة الريشية، وخيمة الباشا، والزنبقة، وعرق التوت، وعرق الورد، وعرق الدوالي.
ü الطيور: الحماة هي الشكل الغالب، ثم الديك والعصافير وديك الحبش ورجل الجاجة وقلما يصادف من الحيوان غير السبع والحصان، وكذا عين الجمل وخفه ورأس الحصان والحلزون.
وأما الرسوم التفصيلية فتكاد لا تُحصى، ومنها: الأمشاط، وسكة الحديد، والدرج، والسلّم وفلقات الصابون، والنخل العالي، وعناقيد العنب، والتفاح، والسنابل، وقواوير الورد، وقدور الفاكهة، والبندورة، والخبازي، والزهور، والورد، وسنان الشايب، ومخدّة العزابي، وشيخ مشقلب، وثلاث بيضات في مثلاة، وشبابيك عكا، وعلب الكبريت، والمكحلة، والحية، والعربيد، والعلقة، وشجرة العمدان، والقمر المريّش، والأقمار، وقمر بيت لحم، والفنانير، والقلايد، والريش، والفاكهة، والقرنفل، والحلوى، ومفتاح الخليل، وطريق حيفا، وطريق التبان، وطريق النبي صالح، وطريق يافا، وطريق القدس.
وأما أهم الغرز فهي: التصليبة، والتحريري، واللف، والسناسل، والمد، والتسنين، والزكزاك، والتنبيتة، والماكينة، وزرع الحرير. ولم تظهر الأخيرة على أزياء شعبية، بل ظهرت في أعمال صنعت في سجون العدو، ولا تحتاج إلى إبرز، وطرّز بها المجاهدون الأسرى أشعاراً وطنية على القماش، أو علم فلسطين، أو صورة المسجد الأقصي.
وأجود القماش للتطريز الكتان والقطن، لأن تربيع نسجهما واضح، وعد القطب سهل، ولذا تتساوى الوحدات الزخرفية وتستقيم ورتتعامد بدقة. ومنهم من يستخدمون الصوف إذا كان خشناً. والخيوط المستخدمة في التطريز أربعة أصناف:
ü الخيط الحريري: أغلى الخيوط وأثقلها. والثوب المطرّز بها يزن ثمانية كيلوغرامات، ولا يُلبس إلا في الاحتفالات.
ü الخيط القطني: يطرّز به على كل أنواع الألبسة، وهو رخيص، ولكن بعض خيوط القطن تبهت وتحلُّ ألوان بعضها على ألوان الأخرى.
ü الخيط المقصب: في شمال فلسطين يطرِّزون به السترة والتقصيرة، وفي الثوب الدجاني الأبيض يطرّز به أعلى الصدر والكمان على قماش المخمل.
ü خيط الماكينة: يُطرّز به على قماش الساتان فقط، بالآلة. ويُستخدم هذا الخيط أيضاً في وصل أجزاء الثوب بعضها ببعض، ويطرِّزون فوق الوصلة بخيط حرير.
ولا تكتفي المرأة الفلسطينية بتطريز الأثواب. بل تزخرف بمهاراتها وذوقها المخدّات والطنافس والشراشف بخيطان الحرير أو الرسيم، بإبرة يدوية بعدما تنقل الرسم على القماش. ومما يطرزنه أيضاً مناديل الأوية. وربما أُدرجت كل هذه في الجهاز الذي تبدأ الفتاة الفلسطينية صنعه قطعة قطعة في العاشرة من عمرها، فتضعه في صندوق مزخرف لا تمسُّه أو تُظهره إلا في الاحتفالات والمواسم. وقد درجت الفتاة الفلسطينية على رش جهازها بالعطور بين الفينة والفنية

الاستشهاديات .. عرفن معنى الحياة






حينما تغادر المرأة طوعاً ثوب الأنوثة وترتدي بزة الجهاد، تصبح المعاني أكثر عمقاً تضفي على الطبيعة ألواناً مبتكرة.. تعيد صياغة المشهد.. وتفرض نفسها في المعادلة عنصراً فعالاً.. حاسماً.. تلك هي حال المرأة الفلسطينية.. أم أو أخت أو بنت شهيد.. أسير.. جريح.. مطارد.. زوجة تودع زوجها الشهيد الوداع الأخير بدمعتين الأولى حباً والأخرى فخراً.. ولأنها فلسطينية.. ولأنها تعشق الحياة.. «لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون» استطاعت أن تكتشف العلاقة السرية بين الحياة والموت.. بين الفناء والبقاء.. هكذا كانت الاستشهادية الفلسطينية..

مشوار طويل :
شهدت القدس أول عملية استشهادية قامت بها امرأة فلسطينية كانت في 28 يناير2001 نفذتها وفاء إدريس من مخيم الأمعري في رام الله ، وأسفرت عن مقتل صهيوني وجرح 140 آخرين، مما أضاف تعقيدات جديدة إلى قلب الحسابات الأمنية الصهيونية التي كانت تركز على مراقبة الفلسطينيين الرجال فقط.

و أثارت تلك العملية والعمليات التي تبعتها حالة من الارتباك بين صفوف القوات والاستخبارات الصهيونية، اضطرتهم إلى فرض إجراءات أمنية جديدة وأخذ هذا العامل الجديد بعين الاعتبار.
وكانت ثاني امرأة استشهادية هي دارين أبو عيشة. ففي 27 شباط 2002، قامت هذه الطالبة التي تدرس الأدب الإنكليزي بتفجير نفسها على حاجز صهيوني في الضفة الغربية ما أسفر عن جرح ثلاثة رجال شرطة صهاينة.

وفي 29 آذار 2002، عقب انتهاء القمة العربية في بيروت وبدء الاحتلال الصهيوني عمليته البربرية في الضفة الغربية؛ قامت الطالبة آيات الأخرس (18 عاماً) من مخيم الدهيشة للاجئين بالقرب من بيت لحم بتفجير نفسها في سوق في القدس الغربية ما أسفر عن مقتل شخصين. وتبنت العملية كتائب شهداء الأقصى.

وفي أوج حملة ما عرف بالسور الواقي في نيسان 2002 " فجرت عندليب قطاقطة من بلدة بيت فجار جنوبي بيت لحم جسدها الطاهر في القدس الغربية موقعة ستة قتلى من الصهاينة في ذات الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول يزور الكيان الصهيوني .

ولم تمض فترة قصيرة حتى استشهدت نورا شلهوب من مخيم طولكرم على أحد الحواجز العسكرية وهي تحاول تنفيذ هجوم استشهادي .

وفي 19/5/2003 كانت الاستشهادية هبه دراغمة على موعد مع الشهادة ، حين تركت جامعتها في جنين ، وانطلقت من بيتها في طوباس إلى مغتصبة العفولة لتفجر جسدها الطاهر أمام أحد الملاهي حين طلب حارس الملهى تفتيش حقيبتها فقتلت ثلاثة من الصهاينة وجرحت العشرات .

يقول الكاتب الصهيوني أرنون غولر في "هآرتس" أن "ظاهرة الاستشهاديات قلبت الأعراف رأساً على عقب. فخلق الصلة مع الاستشهادية المحتملة، تجنيدها وتسليحها هي أمور بالغة الإشكالية. ومن يقوم بالتجنيد يكسر قاعدة اجتماعية لأنه لا يطلب إذن العائلة".

أما الاستشهادية هنادي جرادات من جنين والتي قررت في أيلول 2003 أن تقتص لما أصاب شقيقها وابن عمها أمام ناظريها على يد الجلادين الصهاينة فقد أذاقت 22 صهيونيا كؤوس المنايا في مطعم مكسيم في حيفا وقالت بالدم ما عجزت عن التعبير عنه طيلة سبعة من الشهور فصلت بين استشهاد شقيقها وهجومها الاستشهادي .
ولم يكن الفاتح من عام 2004 ليكون بأقل من سابقه حين دكت الاستشهادية ريم الرياشي أولى استشهاديات قطاع غزة حصون معبر ايرز ونفذت أول عملية استشهادية نسائية ضد جنود في موقع عسكري لتجندل أربعة منهم وتجرح عشرة آخرين.

التأصيل الشرعي :
يقول الدكتور يوسف القرضاوي : أجمع الفقهاء على أن العدو إذا دخل دارا من ديار المسلمين ،فإن الجهاد يكون فرض عين على الجميع ،فتخرج المرأة دون إذن زوجها والولد دون إذن أبيه ،وعلى هذا فمشاركة المرأة في فلسطين في العمليات الاستشهادية بعد أن اغتصب اليهود الأرض واستباحوا الحرمات ودنسوا المقدسات -قربة من أعظم القربات ، وموت المرأة في هذه العمليات شهادة في سبيل الله ولها ثواب المجاهدين – إن شاء الله -وعمله- هؤلاء الأخوات الاستشهاديات عمل مشروع ، يباركه الدين ويؤيده ،وهو من أعظم أنواع الجهاد في سبيل الله.
ويقول الله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ..ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله وتدل الآية على أن المؤمنات بجوار المؤمنين جنبا إلى جنب شفى الفرائض الدينية والاجتماعية العامة ،مثل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وفى الفرائض الأخرى مثل الصلاة والزكاة وطاعة الله ورسوله ،حتى يستحق الجميع رحمة الله تعالى .
ويقول تعالى تعقيبا على دعوات أولى الألباب من أهل الإيمان :«فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ،بعضكم من بعض ، فالذين هاجروا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا ثوابا وأخرجوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار .من عند الله ، والله عنده حسن الثواب» ، وتبين هذه الآية أن الله لا يضيع أجر عامل عمل عملا فأحسن من الجنسين – ذكر أو أنثى - ثم قرر حقيقة في غاية الأهمية - وهى أن الرجل والمرأة بعضهم من بعض ،أي أن الرجل من المرأة ،والمرأة من الرجل ،هو يكملها ،وهى تكمله لا يستغني عنها ، فهناك تكامل بينهما لا تعارض ولا تضاد.

ثم قررت الآية ألوانا من الأعمال يثيب الله عليها من الجنسين ،من الهجرة واحتمال الأذى ،والقتال والقتل في سبيل الله، «فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا »..وهذا يشمل كل من عمل من ذكر أو أنثى كما نصت الآية.

وفى صحيح البخاري (باب غزو النساء وقتالهن )وذكر فيه ما قامت به أمهات المؤمنين ونساء الصحابة من مباشرة القتال حينا ،ومساعدة المقاتلين أحيانا ، في غزوة أحد وغيرها من ،كما ذكر حديث أم حرام بنت ملحان ،حين نام أناسا الغزوات الرسول الكريم عندها ،فرأى رؤيا أسرته ،وأخبرها بها ،قال :رأيت من أمتي يغزون البحر ملوكا على الأسرة، أو كالملوك على الأسرة، فقالت :يا رسول الله ،أدع الله أن يجعلني منهم .. فقال : أنت منهم.

وقد قرر الفقهاء أن (جهاد الدفع )-أي جهاد المقاومة للغزاة - تشارك فيه المرأة مع الرجل جنبا إلى جنب ،دون حاجة إلى إذن الرجل ، بخلاف (جهاد الطلب )وهو الذي يكون الأعداء في ديارهم ،ونحن الذين نغزوهم ونطلبهم من باب ما يسمونه اليوم (الحرب الوقائية )، فهذا الجهاد لا تخرج المرأة فيه إلا بإذن زوجها إن كانت متزوجة ،أو أبيها إن لم تكن متزوجة .. وجهاد الدفع جهاد واضطرار لا جهاد اختيار ،إذ لا يسع الأمة أن تدع كافرا غازيا يحتل أرضها ،ويذل أهلها ،وهى ساكتة تتفرج ،ولهذا أجمع الفقهاء من جميع المذاهب والمدارس الإسلامية ،أن الجهاد في هذه الحالة فرض عين على أهل البلد المغزو جميعا ،وأن مقاومة إلغازي بكل ما يقدرون عليه فريضة دينية ،وأن الحقوق الفردية هنا تسقط أمام حق الجماعة في الذود عن كيانها ،والدفاع عن حرماتها ..لهذا قال الفقهاء : تخرج المرأة لدفع العدو بغير إذن زوجها، والولد بغير إذن أبيه ، والخادم بغير إذن سيده ،والمرءوس بغير إذن رئيسه ،إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ومن هنا نرى أن المرأة في جهاد الدفع والمقاومة -أي حين يكون الجهاد فرض عين -يجب أن تسهم مع الرجل بما تقدر عليه .فهي شقيقته في السراء والضراء ،وفى السلم والحرب .. ولا جناح عليها أن تخلع خمارها في البرهة الأخيرة قبل العملية ،تضليلا للأعداء ،وحتى لا تلفت نظرهم إليها . فهذا من أحكام الضرورات التي رعتها الشريعة الإسلامية ،لأنها شريعة تراعى الواقع ،وتنزل على حكم الضرورة ،ولا تحلق في أجواء الخيال «فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم» -البقرة :173.

ومن القواعد المقررة: أن ما حرم لذاته يباح للضرورة ، وما حرم لسد الذريعة يباح للحاجة ،التي ينزلها الفقهاء منزلة الضرورة.

وتحريم كشف الرأس ، ونزع الخمار ونحوهما هو من باب تحريم سد الذريعة إلى كبيرة الزنا ، فهو الذي حرم لذاته .ولهذا أجاز الفقهاء كشف المرأة لعورتها للطبيب المداوى ،لحاجتها إلى التداوي ، ولوفى الأمراض النسائية المعروفة .. فلا حرج إذن على المسلمة الاستشهادية إذا اضطرت لكشف حجابها ، من أجل المهمة الكبيرة التي كلفت بأدائها.

ومن المقرر كذلك في فقه تعارض المصالح ، أنه إذا تعارضت مصلحة ضرورية ، ومصلحة حاجية أو تحسينية ، قدمت المصلحة الضرورية ،والدفاع عن الوطن وحرماته في مواجهة الأعداء الغزاة من المصالح الضرورية ولا شك ،في مقابلة مصلحة ستر رأس المرأة ،وهى مصلحة تحسينية ،أو حتى حاجية على أقصى تقدير .. كما أنها مصلحة جزئية في مقابلة مصلحة كلية ،ومصلحة فردية خاصة ،في مقابلة مصلحة جماعية عامة.

أما قضية المحرم ،فنحن نقول إن المرأة تسافر إلى الحج مع نساء ثقاة وبدون محرم ،مادام الطريق آمنا ..فلم تعد المرأة تسافر في البراري والصحارى بحيث إنه يخشى عليها ..فهي تسافر في القطار أو الطائرة.

أما الحركة الإسلامية في فلسطين فموقفها : من حيث أصل الحكم الشرعي في جهاد المرأة في فلسطين فلا إشكال فيه، بل هو واجب. ولكلن هناك اعتبارات عملية وميدانية لا بد من مراعاتها لأداء هذا الواجب على أحسن وجه وبأقل الخسائر المعنوية والمادية، مثل الخشية من وقوع المرأة في أسر العدو وحذا يجعل المجاهدين يعطون الأولوية للشباب من أجل عدم تعريض النساء للأذى العدو ولكن إذا كان الواجب أو نجاح العملية الجهادية والنكاية بالعدو يتطلّب أن يكون المنفذ فتاة، فلا مانع لديها في ذلك فالمرأة في تاريخ الإسلام ومنذ زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) شاركت في القتال والمعارك بل قاتلت بالسيف إلى جانب الرجل..

كتائب القسام وتقنيات التنكر بزي امرأة :
يتضح من بعض خيوط وأسرار عملية فندق بارك في نتانيا التي حدثت في 28 من آذار عام 2002 وقتل خلالها 29 صهيونيا وجرح 150 آخرون والتي عدت أكبر عملية استشهادية يتعرض لها الكيان الصهيوني ، وذلك في إجابة على تساؤل حير الصهاينة و هو كيف تمكن هذا الاستشهادي "عبد الباسط عودة " من دخول الفندق في ظل وجود حراسة مكثفة على الأبنية كافة بما فيها فندق بارك ، وكانت الإجابة أن عبد الباسط دخل الفندق بزي امرأة متبرجة ، فقد أجرى استعداداته للتنكر مثل حلق ذقنه وإدخال بعض التجميل والمكياج على مظهره الخارجي إضافة إلى ارتدائه بنطال سيدات ضيق وحذاء ذي كعب عال وقبعة شعر مستعار أسود وأملس وارتدى أيضاً قميصاً بنياً ومن ثم معطفاً جلدياً بنياً من فوقها. وعليه لم يكن مظهره الخارجي ليشكك في أنه رجل ، فمر على حراس الفندق دون أن يجول بخاطرهم أنه الموت القادم من طولكرم ، حيث وضع الحزام تحت قميصه البني دون أن يلفت الانتباه ، وحمل هوية تعود في الأصل إلى امرأة صهيونية ، ولم تكن الهوية مزورة لتثير الشك، بل هوية حقيقية ،لشخصية حقيقية ، أما التنقل فكان يتم أيضا في سيارات تحمل أرقام تسجيل صهيونية ، ولعل هذا ما يفسر قدرة القساميين على الوصول إلى أماكن حساسة مشمولة بحراسة قوية دون أن يثيروا الانتباه وفي اكثر الأوقات التي يكون فيها الصهاينة في أعلى هوسهم الأمني، وليست هذه هي الحالة الوحيدة التي تم فيها اللجوء إلى مثل هذا الأسلوب ، فقد ورد في المذكرات التي كتبها بخط يده الشهيد القائد محمود أبو هنود حول تفاصيل العملية الاستشهادية الخماسية التي نفذت بين آب وأيلول من عام 1997 في شارع وسوق محني يهودا في القدس وأوقعت عشرات القتلى من الصهاينة أن أحد الاستشهاديين من بلدته عصيرة الشمالية قد نفذ العملية متنكرا بزي امرأة ، حيث كان الشاب ذو سحنة أوروبية ، ويقول أبو هنود إنه خرج من أجل قضاء مهمة عدة ساعات وذلك في اليوم الأخير قبل تنفيذ العملية وبعد عودته دخل فجأة إلى المنزل ، فاحمر وجهه حياء حين شاهد امرأة متبرجة بلباس قصير وبكامل زينتها تجلس في الغرفة ، وما أن أمعن النظر جيدا حتى تبين له أن هذا هو رفيقه الاستشهادي والذي عملت به ماكينة التمويه القسامي ما عملت حتى غدا يطابق في شكله مستوطنة صهيونية ، ولا حرج في ذلك فقد اثبت هذا الأسلوب نجاعته في اختراق الأماكن الحساسة لدى الكيان واجمل ما فيه هو محاولة تجنيب المرأة الفلسطينية قدر الإمكان مثل هذه المهام حين يستحيل التطبيق إلا بوجود امرأة ، إلا أن هذا لا يعني أن دور المرأة كان مغيبا عن كتائب القسام ، إذ كان هذا الدور في المرحلة السابقة يقتصر على تقديم الدعم اللوجستي ، وكان حيويا وهاما للغاية سيما في الكثير من العمليات القسامية الحساسة ، ومن ذلك الأسيرة القسامية أحلام التميمي الطالبة في جامعة بير زيت والتي تقضي حكما بالسجن المؤبد خمسة عشرة مرة بتهمة نقل الاستشهادي عز الدين المصري منفذ عملية مطعم سبارو في أغسطس 2001 والتي قتل خلالها 19 صهيونيا وتطور هذا الدور حسب المعطيات الميدانية إلى أن كانت عملية ايرز القسامية وأولى استشهاديات كتائب القسام حين اخترقت الاستشهادية ريم الرياشي موقعا محصنا أثبتت من خلاله انه وفي بعض الأحيان للمرأة الفلسطينية دور لا يستطيع أحد أن يلعبه غيرها ، فعلى الجميع احترام إرادتها …

السيرة الذاتية لشيخ الشهداء احمد ياسين


شيخ فلسطين الشهيد المجاهد أحمد ياسين "أمير الشهداء" مؤسس حركة حماس
السيرة الذاتية

· أحمد إسماعيل ياسين ولد عام 1938 في قرية الجورة، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948.
· تعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاماً .
· عمل مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية، ثم عمل خطيباً ومدرساً في مساجد غزة، أصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته في الحق .
· عمل رئيساً للمجمع الإسلامي في غزة .
· اعتقل الشيخ أحمد ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة، وتشكيل تنظيم عسكري، والتحريض على إزالة الدولة العبرية من الوجود، وقد حوكم الشيخ أمام محكمة عسكرية صهيونية أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة 13 عاماً .
· أفرج عنه عام 1985 في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بعد أن أمضى 11 شهراً في السجن .
· أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين تنظيماً لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة في العام 1987 .
· داهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله أواخر شهر آب/ أغسطس 1988، وقامت بتفتيشه وهددته بدفعه في مقعده المتحرك عبر الحدود ونفيه إلى لبنان .
· في ليلة 18/5/1989 قامت سلطات الاحتلال باعتقال الشيخ أحمد ياسين مع المئات من أبناء حركة "حماس" في محاولة لوقف المقاومة المسلحة التي أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على جنود الاحتلال ومستوطنيه، واغتيال العملاء .
· في 16/1./1991 أصدرت محكمة عسكرية صهيونية حكماً بالسجن مدى الحياة مضاف إليه خمسة عشر عاماً، بعد أن وجهت للشيخ لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة "حماس" وجهازيها العسكري والأمني .
· بالإضافة إلى إصابة الشيخ بالشلل التام، فإنه يعاني من أمراض عدة منها (فقدان البصر في العين اليمنى بعد ضربه عليها أثناء التحقيق وضعف شديد في قدرة الإبصار للعين اليسرى، التهاب مزمن بالأذن، حساسية في الرئتين، أمراض والتهابات باطنية ومعوية)، وقد أدى سور ظروف اعتقال الشيخ أحمد ياسين إلى تدهور حالته الصحية مما استدعى نقله إلى المستشفى مرات عدة، ولا زالت صحة الشيخ تتدهور بسبب اعتقاله وعدم توفر رعاية طبية ملائمة له .
· في 13/12/1992 قامت مجموعة فدائية من مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام بخطف جندي صهيوني وعرضت المجموعة الإفراج عن الجندي مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين ومجموعة من المعتقلين في السجون الصهيونية بينهم مرضى ومسنين ومعتقلون عرب اختطفتهم قوات صهيونية من لبنان، إلا أن الحكومة الصهيونية رفضت العرض وداهمت مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة المهاجمة قبل استشهاد أبطال المجموعة الفدائية في منزل في قرية بيرنبالا قرب القدس .
أفرج عنه فجر يوم الأربعاء 1/1./1997 بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين الأردن والكيان الصهيوني للإفراج عن الشيخ مقابل تسليم عميلين صهيونيين اعتقلا في الأردن عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الأستاذ المجاهد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"

** درس النكبة..
ولد الشيخ الشهيد المجاهد الرمز الوطني للمجاهدين" أمير الشهداء" أحمد إسماعيل ياسين في قرية (جورة )قضاء مدينة المجدل (علي بعد 2. كم شمالي غزة ) عام /1936/ و مات والده وعمره لم يتجاوز ثلاث سنوات.
و كني الشيخ الشهيد الرمز أحمد ياسين في طفولته بـ ( أحمد سعدة ) نسبة إلى أمه الفاضلة (السيدة سعدة عبد الله الهبيل) لتمييزه عن أقرانه الكثر من عائلة ياسين الذين يحملون اسم أحمد .
و حينما وقعت نكبة فلسطين عام/ 1948/ كان ياسين يبلغ من العمر /12/ عاما، و هاجرت أسرته إلى غزة، مع عشرات آلاف الأسر التي طردتها العصابات الصهيونية .
وفي تصريح للشيخ الشهيد المجاهد الرمز أحمد ياسين قبل استشهاده بأيام قليلة إنه خرج من النكبة بدرس و أثّر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد و هو أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير سواء أكان هذا الغير الدول العربية المجاورة أم المجتمع الدولي.
وأضاف الشيخ الشهيد الرمز أحمد ياسين عن تلك المرحلة ' لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب الكيان الصهيوني السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث'.
و قبل الهجرة التحق الشيخ الشهيد الرمز أحمد ياسين بمدرسة "الجورة "الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس حتى النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها عام /1948 / .
و عانت أسرة الشيخ الشهيد كثيرا -شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك- و ذاقت مرارة الفقر والجوع والحرمان، فكان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد عن حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم.
وترك الشيخ الشهيد الرمز الدراسة لمدة عام (1949-195.) ليعين أسرته المكونة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة، ثم عاود الدراسة مرة أخرى.
في السادسة عشرة من عمره تعرض شيخ المجاهدين أمير الشهداء أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت وحتى الآن، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام /1952/.
و لم يخبر الشيخ أحمد ياسين أحدا و لا حتى أسرته، بأنه أصيب أثناء مصارعة أحد رفاقه (عبد الله الخطيب ) خوفا من حدوث مشاكل عائلية بين أسرته و أسرة الخطيب، و لم يكشف عن ذلك إلا عام /1989/ . وبعد /45/ يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس أتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة.
و عانى الشيخ المجاهد الشهيد الرمز كذلك -إضافة إلى الشلل التام -من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الصهيونية في فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن وحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.
أنهى الشيخ الشهيد الرمز أحمد ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي /57/1958 / ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته.

** مسيرة شيخ المجاهدين وأمير الشهداء مع القضية الفلسطينية ..
شارك الشهيد الشيخ الرمز وهو في العشرين من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام /1956 / وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.
كانت مواهب الشيخ الشهيد الرمز أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فقررت عام /1965/ اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية التي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام/ 1954/، وظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان. وقد تركت فترة الاعتقال في نفسه آثارا مهمة لخصها بقوله 'إنها عمقت في نفسه كراهية الظلم، وأكدت (فترة الاعتقال) أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية'.
بعد هزيمة /1967/ التي احتلت فيها القوات الصهيونية كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباس بحي الرمال بمدينة غزة الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.

** أمير الشهداء شيخ الانتفاضتين زعيما الإخوان في فلسطين..
يعتنق الشيخ المجاهد الشهيد الرمز أحمد ياسين أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر على يد الإمام حسن البنا عام / 1928/، والتي تدعو -كما تقول- إلى فهم الإسلام فهما صحيحا والشمول في تطبيقه في شتى مناحي الحياة، و يعتبر الشيخ زعيم هذه الجماعة في فلسطين .
اعتقل الشيخ الشهيد الرمز أحمد ياسين على يد قوات الاحتلال الصهيوني عام/ 1982/ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة وأصدرت عليه حكما بالسجن/ 13 /عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام /1985/ في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الصهيوني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 'القيادة العامة'.

** أمير الشهداء شيخ الانتفاضة الكبرى..
بعد اندلاع الانتفاضة الكبرى في/ 8-12-1987/ قرر الشيخ الشهيد المجاهد الرمز احمد ياسين مع عدد من قيادات جماعة الإخوان تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم 'حركة المقاومة الإسلامية' المعروفة اختصارا باسم 'حماس'. وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك واشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت والشيخ ياسين يعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة.
مع تصاعد أعمال الانتفاضة و تصاعد قوة "حماس" و إقدامها على تنفيذ عمليات مسلحة منها اختطاف جنديين صهيونيين عام/1989/ اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ /18 مايو- أيار- 1989 /مع المئات من أعضاء حركة "حماس" .
وفي /16/ أكتوبر/تشرين الأول /1991 / أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجن شيخ المجاهدين الشهيد الرمز مدى الحياة إضافة إلى /15/ عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة "حماس" وجهازيها العسكري والأمني.
و نظرا لمكانة الشيخ الشهيد المجاهد الرمز ياسين الكبيرة في قلوب أبناء حركته فقد قامت بتاريخ / 13/12/1992/ مجموعة فدائية من مقاتلي كتائب الشهيد "عز الدين القسام " بخطف جندي صهيوني وعرضت المجموعة الإفراج عن الجندي مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين ومجموعة من المعتقلين في السجون بينهم مرضى ومسنين ومعتقلون عرب اختطفتهم قوات صهيونية من لبنان، إلا أن الحكومة الصهيونية رفضت العرض وداهمت مكان احتجاز الجندي مما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة المهاجمة قبل استشهاد أبطال المجموعة الفدائية في منزل في قرية بيرنبالا قرب القدس .
إلا أن سلطات الاحتلال الصهيوني اضطرت للإفراج عن الشيخ الشهيد الرمز فجر يوم الأربعاء 1/1./1997 /بموجب اتفاق جرى التوصل إليه بين الأردن والاحتلال يقضى بالإفراج عن الشيخ الشهيد المجاهد الرمزمقابل تسليم عميلين يهوديين اعتقلا في الأردن عقب محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس " في عمان ، قبل أن يعود إلى غزة و يخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين لاستقباله .
و خرج الشيخ الشهيد المجاهد الرمز احمد ياسين في جولة علاج إلى الخارج زار خلالها العديد من الدول العربية ، و استقبل بحفاوة من قبل زعماء عرب و مسلمين و من قبل القيادات الشعبية و النقابية ، و من بين الدول التي زارها السعودية و إيران و سوريا و الأمارات .
و عمل الشيخ المجاهد الشهيد الرمز علي إعادة تنظيم صفوف حركة "حماس "من جديد عقب تفكيك بنى الحركة من قبل أجهزة امن السلطة الفلسطينية ، و شهدت علاقته بالسلطة الفلسطينية فترات مد و جزر ، حيث وصلت الأمور أحيانا إلى فرض الإقامة الجبرية عليه و قطع الاتصالات عنه .

** أمير الشهداء شيخ انتفاضة الأقصى المباركة..
و خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت نهاية /سبتمبر 2... /، شاركت حركة "حماس "بزعامة أمير الشهداء الشيخ ياسين في مسيرة المقاومة الفلسطينية بفاعلية بعد أن أعادت تنظيم صفوفها ، و بناء جهازها العسكري ، حيث تتهم سلطات الاحتلال الصهيوني "حماس" تحت زعامة ياسين بقيادة المقاومة الفلسطينية ، وظلت قوات الاحتلال الصهيوني تحرض دول العالم علي اعتبارها حركة إرهابية و تجميد أموالها ، و هو ما استجابت له أوربا مؤخرا حينما خضع الاتحاد الأوربي السبت /6-9-2..3/ للضغوط الأمريكية و الصهيونية و ضمت الحركة بجناحها السياسي إلى قائمة المنظمات الإرهابية .
وبسبب اختلاف سياسة "حماس" عن السلطة كثيراً ما كانت تلجأ السلطة للضغط على "حماس"، وفي هذا السياق فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على الشيخ الشهيد الرمز احمد ياسين الإقامة الجبرية مع إقرارها بأهمية للمقاومة الفلسطينية وللحياة والسياسية الفلسطيني.
و بالإضافة إلى إصابة الشيخ الشهيد المجاهد الرمز ياسين بالشلل التام، فإنه يعاني من أمراض عدة منها ( فقدان البصر بصورة كبيرة في العين اليمنى بعد ضربه عليها أثناء التحقيق وضعف شديد في قدرة الإبصار للعين اليسرى ، و التهاب مزمن بالأذن، حساسية في الرئتين، أمراض والتهابات باطنية ومعوية).
و قد حاولت سلطات الاحتلال الصهيوني بتاريخ /6-9-2..3 /اغتيال الشيخ احمد ياسين و برفقته إسماعيل هنية القيادي في "حماس" حينما استهدف صاروخ أطلقته طائرات حربية صهيونية مبنى سكني كان يتواجد فيه .

سالت الدموع بغزارة من عيون الفلسطينيين حزنا على فراق الشيخ أحمد ياسين زعيم و مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" .. في حين علت أصوات المساجد مؤبنة هذا الرجل القعيد الذي شهدته ساحاتها خطيبا و داعية و محرضا للناس علي الجهاد و المقاومة .
صباح مدينة غزة، لم يكن عاديا هذا الاثنين /22-3-2..3/، السماء تلبدت بدخان أسود انطلق من النيران التي أشعلت في إطارات السيارات، و ضج صمتها أصوات القنابل المحلية الصوت الذي أطلقه الفتية.
آلاف الفلسطينيين هرعوا من نومهم غير مصدقين النبأ( نبأ استشهاد شيخ الانتفاضتين (كما كان يطلق عليه أنصار حماس) تجمهروا أمام ثلاجات الشهداء بمستشفى الشفاء بغزة حيث يرقد الشيخ الذي طالما رأوا فيه الأب قبل القائد، و الأخ قبل المقاتل العنيد..
و هناك اختلطت المشاعر، شبان يبكون، و أطفال يهتفون و مجاهدون يتوعدون بالثأر، و شيوخ التزموا الصمت، إلا من دموع قد تحجرت في المقل، حزنا علي الشيخ الذي يعد أحد أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني طوال القرن الماضي.

اسماء بعض المدن والقرى الفلسطينية

مورة:هو الاسم القديم لفلسطين اطلقه الكنعانيون بالالف الرابع قبل الميلاد.
جنيين: وردت بالتوراة معناها الماء والخضرة والوجه الحسن.
المجدل: كلمة ارامية معنى البرج وهي بلاد كنعانية كانت تسمى مجدل جاد اوجادوهو اله الحظ عند الكنعانيين.
بيسان: مدينة كنعانية معناها "بيت الالهة"تقع بين طبريا والناصرة وجنيين ونابلس.
طولكرم:اقيمت على قرية اسمها "بيراتسورقا" بيرات او البيرة معناهه البئرسورق معناها المختار حلت كلمة كرم محل سورق وكلمة طول محل بيراتالفرنجة اطلقوا عليها طولكرمي"الطور" يعني الجبل وحرفو الطور لطول.
بيت لحم:تسمى"ايلو لاهاما"اي بيت الاله :لاهاما: او لاخاماتعني باللغة الارامية بيت الخبز اقدم اسم لها "افراتة"معناها الخصب.
حمامة:تقع شمال شرق غزة تبعد 24 كم عن مدينة غزة اقيمت على قرية يونانيةعرفت باسم "باليا"اي الحمامة
تسمية بلدة عزون: - هناك رأيان في سبب تسميتها:- الأول: عين العز بكثرة الأشجار المثمرة المنتشرة حولها، وأصبحت تعرف بدل عز عزين، ثم حرفت إلى عزون. الثاني: عزون من الأصل الآرامي عز يعز بمعنى صلب واشتد مراسة، فهو عزيز وهذه صفة أهلها - وهذا الرأي ورد في كتاب مصطفى الدباغ بلادنا فلسطين
نابلس :يقال ان سبب التسمية في قصة هدهد جاء جريح يخبر عن الامم الى نبي الله سليمان , فقال له سليمان : ماذا حصل لك . فقال : نزل غضب الله على مدينة (نابلس) من مدن كنعان (فلسطين) , فسلط الله عليهم أفعى اسمها (لس) , فأسقط ناب من نابيها السامين داخل البئر الذي تعتمد عليها المدينة كلها , فشرب منه الجميع فماتو. فسمية نسبة لناب الافعى (لس).
ابثان:قريه عربيه فلسطينيه تقع في قضاء طولكرم وتعني الارض السهله اللينهابل
قمح:قريه عربيه من قضاءصفد وتعني المرج,المياه,الكلأ الخصيب
ابروقين: في قضاء نابلس وتعني الركوع والاناخه والربض
ابزيق: في قضاء نابلس وتكون بمنى بذر البذار او بمعنى باسق
ابو زريق:قضاء حيفا وهي قريه اخذت اسمها من عرب ابو زريق او من اسم طائر المعروف
ابو زينه:في قضلء صفد اخذت من اسم رجل يقال له ابو زينه
ابو سدره: في قضاء نابلس وتعرف ب(( تل ابو سدره)) مضاف الى السدره الشجره المعروفه
ابو سنان: قضاء عكا اخذت من اسم رجل عربي يقال له ابو سنان
ابو سويرح:من عرب ابو سويرح وابو سويرح رجل كان شيخ قبيله
ابو شخيدم: قضاء رام الله تنسب الى عائلة ابو شخيدم اول من عمرتها
ابو شوشه: ثلاث قرى في قضاء الرمله وقضاء طبريا وقضاء حيفا وتعني المنطقه الجبيله السهليه
ابو غوش: فس قضاء القدس اخذت من اسم العائله التي عمرتها وسكنتها وتعني قرية العنب
ابو الفضل: في قضاء الرمله اخذت اسم العرب ابو الفضل وتعرف ايضا ب عرب السطريه لانهم نزحوا من السطر قرب خان يونس
ابو قش: قضاء رام الله وتعني واحده من القش التي قصمت ظهر البعير
ابو كشك: في قضاء يافا والكشك طعام مصنوع من اللبن والدقيق
اجريشه: في قضاء يافا من جرش الحب وطحنه ولان الطواحين اقيمت هناك
اجزم:في قضاء حيفا بمعنى قطع وعزم
اجنادين: قضاء الخليل اجنيسنيا: في قضاء نابلس وتعني من الجنس ا العرق ذاته
ادامه: من جذر ادم الذي يقبل الاحمرار والسمره وهي في قضاء طبريا
اودله: قضاء نابلس وتاتي بمعنى القوي او الشديد
ادنا: قضاء الخليل وهي كلمه سريانيه بمعنى الاذن
ادنبه: قضاء الرمله ويكون بمعنى بيت الدب
ارب:في قضاء الخليل بمعنى كمين
ارتاح: في قضاء طولكرم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ارسوف: في قضاء يافا وهي من المدن التي شادها الكنعانيون على الساحل
ارطاس: في قضاء بيت لحم وهي كلمه لاتينيه بمعنى بستان او جنه
اريحا: مركز قضاء القدس وتعني الرائحه الطيبه والاريج
اسدود: في قضاء غزه وبمعنى الحصن
اسعيده: قضاء نابلس وتعرف باسم مخاضه السعيديه نسبه الى قوم من العرب سكنوها
اسكاكه: في قضاء نابلس وتعني الهواء في اعالي الجو
الاشرفيه: قضاء بيسان بمعنى علا وارتفاعاشوع: في قضاء القدس بمعنى الاله المخلص
اعبلين: قضاء حيفا وتقوم على موقع ايام الرومان
افراته: وهي بيت لحم اليوم وبمعنى المثمره
افراسين: قضاء جنين وتني قرية الفرسانافيق: وتعني قوه اي المدينه المحصنه
اكتابا: قضاء طولكرم بمعنى اناس ميالين للخصام والتعدي
اكزيب: وبمعنى السيلاكسال: قضاء الناصره وقد تكون بمعنى صلب
اكشاف: قضاء عكا وبمعنى السحر
اكفيرت: قضاء جنين وبمعنى قريه زراعيه
ام برج: قضاء الخليل وتاتي بمعنى المكان العالي المشرف
ام توت: قريتان احداهما في قضاء جنين والاخرى في قضاء حيفا وتعني التوت
ام الزينات: في قضاء حيفا وتكون بمعنى القريه المشهوره بالنساء الجميلات
ام الشوف: قضاء حيفا وتعني الاشراف ةالتطلع
ام الصفا: في قضاءي رام الله والخليل ومعناها الصخره الكبيره
ام الطلع: قضاء بيت لحم وبمعنى الطلوع
ام طوبي: في قضاء القدس ومعناها السعاده والغبطه
ام عجره(قضاء بيسان): وتعني ثمره عجره
ام عسله: قضاء القدس وقد تكون من العسل
ام علاس: قضاء الخليل وتعني الطعام
ام العمد: قضاء حيفا وتعني غسل الصبي بالماء ليكون نصرانيا
ام الفحم: قضاءجنين وهو ما يقطف من الثمر
ام كلخه: قضاء الرمله وتعني نبات بري ينبت بعد سقوط المطر
اماتين: قضاء نابلس وتعني الامامامريش: قضاء الخليل ةتني المكان المرتفع
انا حره: بمعنى مضيقاندور: قضاء الناصره بمعنى عين الماوى
اونو: في قضاء يافا وبمعنى القوي
اوصرين: قضاء نابلس ومعناها يفيد الربط والصر
ايلون: في قضاء القدس وتعني بلوطه

ملخص تاريخ فلسطين


فلسطين
هي المنطقة التاريخية الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، في جنوب شرق آسيا.
الأرض
تمتلك المنطقة أرض متنوّعة جدا، تقسم عموما إلى أربعة مناطق وهي من الغرب الي الشرق السهل الساحلي، التلال وجبال الخليل، وادي الأردن، و الهضبة الشرقية. في أقصى الجنوب هناك صحراء النقب. تتراوح الإرتفاعات من 395 قدم تحت مستوى البحر على شواطئ البحر الميت، وهي أخفض نقطة على سطح الأرض، إلى 1020 قدم في أعلى قمم جبال الخليل. تمتلك المنطقة عدّة مناطق خصبة. إمدادات المياه للمنطقة ليست وفيرة. نهر الأردن هو النهر الوحيد في المنطقة، يتدفق جنوبا خلال بحيرة طبريا (بحيرة الماء العذبة الوحيدة في المنطقة) إلى البحر الميت الشديد الملوحة.
التاريخ
العرب الكنعانيون كانوا أول السكان المعروفين لفلسطين. خلال الألف الثالثة قبل الميلاد وقد أصبحوا مدنيين يعيشون في دول ومدن منها أريحا. طوّروا أبجدية ومنها إشتقّت أنظمة كتابة آخرى. موقع فلسطين في مركز الطرق التي تربط الثلاث قارات جعل لها موقع للإجتماع الديني و التأثير الثقافي على مصر، سوريا، بلاد ما بين النهرين، وآسيا الصغرى. وكانت أيضا ساحة للحروب بين القوى العظمى في المنطقة و خاضعة لهيمنة الإمبراطوريات المجاورة، بدأ بمصر في ألفية الثالثة قبل الميلاد. الهيمنة المصرية والحكم الذاتي للكنعانيين كانا بشكل دائم في تحدّ خلال ألفية الثانية قبل الميلاد من قبل غزاة متنوّعين عرقيا كالعموريون، هيتيتيس، وهورريانس. على أية حال، هزم الغزاة من قبل المصريين والكنعانيون. بدأت السلطة المصرية بالضعف بعد القرن الرابع عشر قبل الميلاد، المحتلون الجدّد ومنهم العبرانيين وهم مجموعة من القبائل السامية من بلاد ما بين النهرين، و الفلستينيين (بعد ذلك سميت البلاد باسمهم)، وإيجي وهم شعوب من أصل هندي أوروبي.
مملكة إسرائيل
بعد خروج القبائل العبرية من مصر (1270 قبل الميلاد) قاموا بغزو مدن الكنعانيين. وتم لهم بقيادة جوشوا السيطرة على أجزاء من فلسطين (1230 قبل الميلاد). أستقر العبرانيون في تلال البلاد، لكنّهم كانوا غير قادرين على السيطرة على كلّ فلسطين. الإسرائيليون، وهم إتحاد القبائل العبرية، أخيرا هزموا الكنعانيون حوالي 1125 قبل الميلاد. لكن تم غزوهم و قوتلوا قتالا شديدا من قبل الفلستينيين. حيث أسّس الفلستينيين دولة مستقلة لهم على الساحل الجنوبي لفلسطين وسيطروا على مدن الكنعانيين بما فيها القدس. وبما كان لهم من قيادة عسكرية منظمة ولإستعمالهم الأسلحة الحديدية، هزموا الإسرائيليين بشدة حوالي 1050 قبل الميلاد. التهديدات المخّتلفة أجبرت الإسرائيليين على التوحد وتأسيس الحكم الملكي. نبي الله داهود علية السلام، هزم الفلستينيين أخيرا بعد قليل من سنة 1000 قبل الميلاد، وتم لهم كامل السيطرة على أرض كنعان. وحدة إسرائيل وضعف الإمبراطوريات المجاورة مكّنا داهود من تأسيس دولة مستقلة كبيرة عاصمتها في القدس. في عهد إبن داهود ووريث، نبي الله سليمان علية السلام، تمتّع نبي إسرائيل بالسلام و الإزدهار، لكن مع موته في 922 قبل الميلاد قسّمت المملكة إلى إسرائيل في الشمال ويهودا في الجنوب. عندما أستأنفت الإمبراطوريات القريبة توسعها، لم يستطع الإسرائيليون المقسّمون في الإبقاء على إستقلالهم. سقطت إسرائيل إلى الإمبراطورية الآشورية في 722-721 قبل الميلاد، ويهودا هزمت في 586 قبل الميلاد من قبل بلاد بابل، الذين حطّموا القدس ونفوا أغلب اليهود الذين يعيشون فيها.
الحكم الفارسي
اليهود المنفون سمح لهم بالمحافظة على هويتهم ودينهم، بعض من أفضل الكتب اللاهوتية والعديد من الكتب التاريخية و منها العهد القديم كتب خلال فترة النفي أو ما عرف بالسبى البابلي. عندما حكم سيروس العظميم بلاد فارس قهر بلاد بابل في 539 قبل الميلاد أجاز لليهود العودة إلى يهودا وهي منطقة في فلسطين. تحت الحكم الفارسي سمح لليهود بالحكم الذاتي. جدّدوا جدران القدس وصنّفوا التوراة التي أصبحت رمز الحياة الإجتماعية والدينية.
الحكم الروماني
الحكم الفارسي لفلسطين إستبدلت بالحكم اليوناني عندما أحتل الأكسندر الأكبر المقدوني المنطقة في 333 قبل الميلاد. ورثة الأكسندر، بتوليميس وسيليوسدس، واصلوا حكم البلاد. سيليوسدس حاول أن يفرض الثقافة والديانة الهيلانية (اليونانية) على السكان. في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّد اليهود تحت ماكابيس وبدأ دولة مستقلة (141 - 63 قبل الميلاد) حتى قهرهم بومبي العظيم من روما وجعلها مقاطعة حكمت من قبل الملوك اليهود. خلال حكم الملك هيرود العظيم (37-4 قبل الميلاد) ولد سيدنا عيسى علية السلام. كان هناك ثورتان لليهود وقمعتا في 66-73 و 132-35. بعد الثانية، قتل عدد كبير من اليهود، والعديد بيع كعبيد، أما البقية فلم يسمح لهم بزيارة القدس. بدل أسم يهودا إلى إسم سوريا فلستينيا. لاقت فلسطين إهتمام خاصّ عندما زارت القدس الإمبراطورة هيلينا أم الإمبراطور الروماني قسطنتين الأول الذي شرع المسيحية وأعلنها ديانة للدولة في 313 ميلادي. أصبحت القدس بؤرة للحجّ المسيحي. وكان لها عصرا ذهبيا من الإزدهار، الأمن، والثقافة. أغلب السكان أصبحوا مسيحيين. قطع الحكم البيزنطي (الروماني) خلال فترات قصيرة بغزوات فارسية وأنهى تماما عندما فتحت الجيوش العربية الإسلامية فلسطين والقدس في العام 638.
الخلافة الإسلامية
الغزو اإسلامي بدأ حكم أسلامي لفلسطين لمدت 1300 سنة. كانت فلسطين مقدّسة للمسلمين لأن الله أمر سيدنا محمد بأن تكون القدس القبلة الأول للمسلمين ( الإتجاه الذي يواجهة المسلم عندما يصلّي) ولأنة صلي الله علية وسلم صعد في ليلة الإسراء و المعراج في رحلة إلى السماء من المدينة القديمة للقدس (المسجد الأقصى اليوم)، حيث بني المسجد الإقصى و مسجد قبة الصخرة بعد ذلك. أصبحت القدس المدينة الأقدس الثالثة للإسلام. الحكام المسلمون لم يجبروا دينهم على الفلسطينيين، وخلال أكثر من قرن تحول الأغلبية إلى الإسلام. المسيحيون واليهود الباقون إعتبروا أهل الكتاب. وسمح لهم السيطرة المستقلة ذاتيا في مجتمعاتهم وضمن لهم أمنهم وحريتهم في العبادة. مثل هذا التسامح كان نادر في تاريخ الأديان و في تاريخ فلسطين. أكثر الفلسطينيين تبنّوا العربية والثقافة الإسلامية. فلسطين إستفادت من التجارة مع الإمبراطوريات المجاورة ومن أهميتها الدينية خلال الحكم الأموي الإسلامي في دمشق. عندما إنتقلت السلطة إلى بغداد مع العباسيين في 750، أصبحت فلسطين مهملة. عانت البلاد بعد ذلك من الإضطراب والهيمنة المتعاقبة من قبل السلجوقيين، الفاطميين، والغزوات الصليبية. شاركت فلسطين، على أية حال، في مجد الحضارة الإسلامية، عندما تمتّع العالم الإسلامي بعصر ذهبي من علم، فنّ، فلسفة، وأدب. حيث بدأ المسلمون تعلّم العلوم اليونانية وبدأوا طريقا جديدا في عدّة حقول، بعد سنين كان لكلّ ذلك مساهمة كبيرة في عصر النهضة في أوروبا.
الحكم العثماني
الأتراك العثمانيون من آسيا الصغرى هزموا المملوكيين في 1517، وحكموا فلسطين حتى شتاء 1917. البلد كان قد قسّم إلى عدّة مناطق (سناجق) منها القدس. إدارة المناطق وضعت بشكل كبير في أيادي العرب الفلسطينيون. المسيحييون و اليهود، على أية حال، سمح لهم بكل الحريات الدينية والمدنية. إشتركت فلسطين في مجد الإمبراطورية العثمانية خلال القرن السادس عشرة، لكن ضعف ذلك المجد ثانية للإمبراطورية في القرن السابعة عشرة. ضعف فلسطين في التجارة، الزراعة، والسكان إستمرّ حتى القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت في بحث الأوروبيين عن الخام والمواد والأسواق، بالإضافة إلى مصالحهم الأستراتيجية، جلبهم إلى الشرق الأوسط. بين 1831 و1840، محمد علي، الوالى العثماني على مصر، حاول توسيع حكمة إلى فلسطين. سياساته حسنت الحال الأقتصادية حيث زادت الزراعة، وتحسن التعليم. عادت السلطة للإمبراطورية العثمانية ثانية في 1840، وفرضت إصلاحاتها الخاصة. تصاعد القومية الأوروبية في القرن التاسعة عشرة، وخصوصا مع أنتشار اللاسامية، شجّع اليهود الأوروبيين لطلب اللجوء الى "أرض الميعاد" في فلسطين. ثيودور هيرزل، مؤلف كتاب الدولة اليهودية (1896)، أسّس المنظمة الصهيونية العالمية في 1897 لحملّ أوروبا على حل "المشكلة اليهودية". كنتيجة لتزايد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشّدة في 1880، العرب الفلسطينيون وهم حوالي 95 بالمائة من السكان بدأوا يشعرون بالتخوف من هجرة اليهود وشراء الأرض ومن ثمّ تحولت الى معارضة للصهيونية.
الإنتداب البريطاني
بمساعد من قبل العرب، أحتل البريطانية فلسطين من الأتراك العثمانيين في 1917 - 1918. العرب تمرّدوا ضدّ الأتراك لأن البريطانيين وعدوهم، في 1915-1916 من خلال المراسلات مع الشريف حسين إبن علي والى مكة المكرمة، بإستقلال بلدانهم بعد الحرب. بريطانيا، على أية حال، قدمت إلتزامات متعارضة أخرى في السرّ من خلال إتفاقية سيكيس بيكوت مع فرنسا وروسيا 1916، بالتعهد بتقسيم وحكم المناطق العربية مع حلفائها. في إتفاقية ثالثة، في وعد بلفور 1917، وعدت بريطانيا اليهود بالمساعدة على تاسيس "وطن قومي" في فلسطين. هذا الوعد دمج بعد ذلك في صك الإنتداب الممنوح لبريطانيا من عصبة الأمم في 1922. خلال إنتدابهم من 1922 الى 1948،البريطانيون وجدوا أن وعودهم المتناقضة إلى اليهود و العرب الفلسطينيين صعبة التوافق. تصوّر الصهاينة بفتح الهجرة اليهودية بشكل واسع النطاق، والبعض تكلّم عن دولة يهودية تشمل كلّ فلسطين. الفلسطينيون، على أية حال، رفضوا قيام بريطانيا بتقديم بلادهم إلى طرف ثالث و هم لا يملكونها، حدثت الهجمات المضادة للصهيونية في القدس في 1920 ويافا في 1921. في 1922 في بيان سياسي للحكومة البريطانية تم أنكار طلبات الصهيونية بالحصول على كلّ فلسطين وحدّدت الهجرة اليهودية، لكن تم أعادت التأكيد على دعم بريطانيا للوطن القومي لليهود. و قدم أقتراح بتأسّيس مجلس تشريعي، رفض الفلسطينيون هذا المجلس لكون التمثيل فية عدم عدالة. في 1928، عندما زادت الهجرة اليهودية بعض الشّيء، السياسة البريطانية تجاه الهجرة تأرجح تحت تضارب الضغوط العربية واليهودية. الهجرة تزايدة بحدّة بعد أضهاد النظام النازي في ألمانيا لليهود سنة 1933. في 1935 تقريبا حوالى 62,000 يهودي دخلوا فلسطين. الخوف من الهيمنة اليهودية كان السبب الرئيسي للثورة العربية التي إندلعت في 1936 وإستمرّت بشكل متقطّع حتى 1939. في ذلك الوقت حدّدت بريطانيا الهجرة اليهودية ثانية ومنعت بيع الأرض لليهود.
فترة مابعد الحرب العالمية الثانية
الكفاح الفلسطين، الذي توقف خلال الحرب العالمية الثانية، إستأنف في 1945. الرعب من المحرقة النازية المزعومة أنتج عطفا عالميا و أوروبي لليهود وللصهيونية، وبالرغم من أن بريطانيا ما زالت ترفض هجرة 100,000 يهودي إلى فلسطين، العديد من اليهودي وجد طريقهم الى هناك بشكل غير قانوني. الخطط المختلفة لحلّ مشكلة فلسطين رفضت من طرف أو آخر. أعلنت بريطانيا أن الإنتداب فاشل وحولت المشكلة إلى الأمم المتّحدة في أبريل/نيسان 1947. اليهود والفلسطينيون أستعدوا للمواجهة. بالرغم من أن الفلسطينيون فاقوا عدد اليهود (1300000 إلى 600000)، اليهود كانوا مستعدّين أفضل. إمتلكوا حكومة شبة مستقلة، تحت قيادة ديفيد بن جوريون، وجيشهم، الهاجانا، كان مدرّب بشكل جيد. الفلسطينيون لم يكن لهم الفرصة للتجهز منذ الثورة العربية، وأغلب زعماء الثورة كانوا في المنفى أو سجون الإنتداب البريطاني. مفتي القدس، والناطق الرئيسي للفلسطينيين، رفض القبول بالدولة اليهودية. عندما قررت الأمم المتّحدة تقسيم فلسطين في نوفمبر/تشرين الثّاني 1947، رفض العرب الخطة بينما قبلها اليهود. في الحرب العسكري التي بدأت بعد أنهاء بريطانيا للإنتداب هزم العرب والفلسطينيون. قامت إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، جائت خمس جيوش عربية لمساعدة الفلسطينيين، وقامت بالهجوم فورا. عدم التنسيق وأسباب آخرى كانت السبب في هزيمة الجيوش العربية. إسرائيل أحتلت أكثر مما كان مقررا لها في قرار التقسيم. في حين أخذت الأردن الضفة الغربية من نهر الأردن، ومصر أخذت قطاع غزة. (إحتلّت إسرائيل هذه الأراضي بعد حرب الأيام الستّة 1967.) نتج عن الحرب 780,000 لاجىء فلسطيني. جزء منهم تركوا بيوتهم من الخوف والرعب، بينما البقية أجبرت على الخروج. الفلسطينيون مع إنتشارهم خلال البلدان المجاورة، أبقوا على هويتهم الوطنية الفلسطينية والرغبة في العودة إلى وطنهم.

السبت، 27 سبتمبر 2008

من أين ابدأ قصة الوطن الحبيب

من اين ابدأ قصة الوطن الحبيب ** من اين ابدأ والشهيد يلي الشهيد
من اين ابدأ والعيون تقرحت ** تبكي الفقيد او السجين او الطريد
وبنو العروبة في سبات اغفلو شعبا ** كريما في اسارمن حديد
هذي مآسي شعبنا قد عمقت فينا ** جراحا بل عنادا لا يبيد
ذبحوا حمامات السلام بارضنا ** برصاصهم قطعوا شرايين الوليد
من اين ابدأ قصة الوطن الحبيب
والناس في شرق البلاد وغربها ** يتساءلون الى متى هذا العفن
تلك العجوز تقنعت بدثارها ** تبكي على اشلاء سبط في شجن
وتروح تمسح خده بانامل ** تدعو الاله وقد تغشاها الوهن
والام والهة تعانق ابنها ** وتلعثمت تدعو حبيبا في كفن
اما ابوه مكبل في سجنه ** يتلو كتاب الله دفعا للحزن
من اين ابدأ قصة الوطن الحبيب
وهناك في مشفى الشفاء بغزة ** غابت وفاء بطلقة في راسها
هي شمعة في الخافقين لوالد ** هي بسمة للام في احزانها
جاء النعي الى معسكر ثورة ** ينعي البنيه كفنت بدمائها
فبكى صغار الحي طفلة انسهم ** وتجمعوا في الباب ينتظرونها
حمل العجوزحفيده في عينه ** ومضى لقبر كي يكون رياضها
من اين ابدأ قصة الوطن الحبيب
ويمر طيفي فوق منزل حرة ** تحنو على اطفال صنديد عنيد
قد غيبوه الاشقياء بظلمهم ** فمضى شموخا لا يقيل ولا يحيد
اخذوه اخوان القرود بخسة ** لم يرحموا شيخا كبيرا او وليد
تركوا بنيه من الاسى يتساءلون ** اماه.. هل سيجيؤنا فاليوم عيد
ضحكت اليهم امهم بدموعها ** لا تحزنوا فابوكمو ليس الوحيد
من اين ابدأ قصة الوطن الحبيب